تتواصل فعاليات الملتقى الوطني العابر للولايات، ملتقى "المباني القرآنية والمعاني الدينية في شعر مفدي زكرياء"، على مستوى الجزائر العاصمة لليوم الثاني والأخير، حيث يهدف إلى تعزيز أواصر الترابط بين أبناء الوطن، وتشجيعهم أكثر على إعادة الاعتبار لإسهامات عظماء الجزائر في الدفاع عن الدين والوطن، مع تسليط الضوء على شاعر الثورة الراحل مفدي زكرياء كنموذج. وأوضح مدير التكوين وتحسين المستوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، سعيد معوّل ل"المساء" بدار الإمام (المحمدية)، أن فعاليات هذا الملتقى الديني الثقافي المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، تحت شعار "وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر"، تتواصل على مدى يومين كاملين بالنسبة لمنطقة الجزائر العاصمة، لتوسّع بعد ذلك إلى أربع ولايات أخرى من الوطن، ويتعلق الأمر بكل من تيارتوالأغواطوغرداية وسوق أهراس. وأكد السيد معوّل في هذا الاطار، أن هذا الحدث الجاري تنظيمه منذ 16 نوفمبر إلى الفاتح ديسمبر 2014، في إطار الجائزة الدولية الثالثة لإحياء التراث الإسلامي تزامنا مع إحياء الذكرى ال60 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، يحمل العديد من النشاطات الدينية والثقافية التي سينصب موضوعها حول كل ما يتعلق بكتابات وإسهامات الشاعر الراحل مفدي زكرياء، في الدفاع عن مقومات وقيم الدين الإسلامي الحنيف ورموز الأمة إبّان الثورة. وأضاف، أنه تم تخصيص خمسة محاور رئيسية لإثراء فعاليات هذا الملتقى الهام ستتناول التعريف بالشاعر مفدي زكرياء، وإسهاماته الشعرية، والتاريخ الوطني في أعمال هذا الأديب، والتطرق إلى المباني القرآنية في شعر الراحل، والقيم الروحية والرمزية الدينية في شعره، وأخيرا بحث كيفية تقديم شعر الثورة لجيل اليوم، لاسيما الشباب، وتشجيعهم على حب الوطن باعتباره من الإيمان. ونظرا للأهمية التي تكتسيها هذه المناسبة المتزامنة مع الاحتفالات بالذكرى ال60 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة -يقول المسؤول بالوزارة-، سيتم ابتداء من يوم الخميس القادم، توسيع نشاطات وفعاليات هذا الملتقى على ولايات أخرى، بهدف شد أواصر القربى وتقوية صلة الرحم بين أبناء الوطن من خلال نقل مثل هذه الأنشطة الدينية إلى الجهات الأربع للوطن. مشيرا إلى أن المحطة الثانية بعد العاصمة ستكون بسوق أهراس يوم 20 نوفمبر الجاري، لتليها تيارت يوم 24 نوفمبر، ثم الأغواط يوم 27 نوفمبر، وفي الأخير غرداية التي سيحدد تاريخها الرسمي لاحقا. وسيرافق هذا الحدث، حسبما علم من محدثنا تنظيم مسابقات جهوية ونشاطات ذات صلة بموضوع الملتقى تحضيرا للجائزة الدولية الثالثة لإحياء التراث الإسلامي لهذه السنة، والتي ستعرف مشاركة عدة ممثلين لمجموعة من الدول الأوروبية، تسلط الضوء على الشاعر مفدي زكرياء، والشخصيات الأخرى التي ساهمت بفكرها وأدبها في مساندة الثورة ضد المستعمر الفرنسي، إلى جانب الرجالات التي وهبت نفسها خلال هذه الفترة لخدمة الدين، وتحفيظ كتاب الله وتعليم اللغة العربية رغم المضايقات الفرنسية. كما حثّ على أهمية تنويع مثل هذه المبادرات القيّمة التي تهدف لغرس ثقافة حب الوطن في قلوب الجيل الصاعد خاصة الشباب، وحثهم أكثر على تخليد أسلافهم الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل نعمة الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.