أعلن المدير العام للمعهد الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها السيد عبد المالك سايح أول أمس، ان تحقيقا وطنيا سيشرع فيه ابتداء من أفريل 2009 للوقوف على مدى استفحال ظاهرة استهلاك المخدرات وإعداد سياسة وطنية شاملة لمكافحتها. وأعرب عن قلقه إزاء انتشار استهلاك هذه السموم في وسط الشباب، مستشهدا بالكميات الكبيرة التي تم حجزها في السداسي الأول من السنة الجارية والتي بلغت أكثر من 15 طنا من القنب الهندي. وأوضح السيد سايح في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية، أن استهلاك المخدرات انتشر بطريقة تبعث على القلق في الجزائر، لا سيما وسط الشباب، ودعا إلى تعبئة الجميع لمكافحة هذه الآفة ومعالجة هذا الوضع المأساوي الذي سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية. واعتبر المتحدث أن استمرار هذه الظاهرة "سيكون لدينا شباب مريض يؤثر سلبا على التنمية الاجتماعية الاقتصادية للبلد"، مقدرا نسبة تفشي هذه الآفة وسط الإناث بنحو 4 إلى 5 بالمائة، ولاسيما لدى الجامعيات وطالبات المستوى الثانوي. وفي حين أعلن السيد سايح عن اعتزام الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها، تنظيم ملتقى وطني حول الانعكاسات السلبية للمخدرات على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، في الأسابيع القادمة، بمشاركة ممثلين عن عدة هيئات متخصصة، كشف عن استعداد هيئته للشروع في تحقيق وطني ابتداء من أفريل 2009 للوقوف على مدى استفحال الظاهرة وإعداد سياسة وطنية شاملة لمكافحتها. وأوضح نفس المسؤول أن هذا التحقيق الوطني الذي خصص له غلاف مالي قدره 20 مليون دينار، سيخص عينة متكونة من 20 ألف أسرة من مختلف فئات المجتمع من أجل الخلوص إلى نظرة شاملة ومعمقة حول مدى استفحال الظاهرة، لاسيما في الأوساط المدرسية والجامعية. وستشمل عينة هذا التحقيق الذي يقوده خبراء ومحققون مختصون في الميدان بطلب من الديوان، ثلاث فئات أعمار من 12 إلى 15 سنة ومن 15 إلى 20 سنة ومن 20 إلى 40 سنة إلى جانب فئة الأكثر من 40 سنة، على أساس استجوابات فردية. على ان تفضي نتائج هذه العملية إلى إنشاء خريطة تعكس انتشار الظاهرة وتحدد أنواع المخدرات المستهلكة وفئات المستهلكين. من جانب آخر أشار المدير العام للمعهد الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها، إلى أن زراعة القنب الهندي ظهرت في الجزائر من خلال إنتاج هذه المادة ببعض الولايات على غرار أدرار، حيث اكتشفت حقول مزروعة بالأفيون. وكشف أن كمية المخدرات المحجوزة من قبل المصالح الأمنية المتخصصة خلال السداسي الأول من السنة الجارية بلغت أزيد من 15,4 طن من راتنج القنب، و500 غرام من حشيش القنب و9278 نبتة من شجيرات القنب. كما تم خلال ذات الفترة حجز 54678 قرصا من المؤثرات العقلية و982 كبسولة و280 مل و57 قارورة من مختلف سوائل المؤثرات العقلية. وقد عالجت مصالح المكافحة التابعة للدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني والجمارك حسب حصيلة الثلاثي الأول من هذه السنة حوالي 3720 قضية منها 1073 قضية متصلة بالتهريب والاتجار غير المشروع بالمخدرات و897 قضية خاصة بتهريب راتنج القنب والأفيون، كما تخص القضايا المعالجة في نفس الفترة 170 قضية متعلقة بالتهريب والاتجار بالمؤثرات العقلية و3 قضايا متعلقة بالاتجار في الكوكايين و قضيتين (2) متعلقتين بالاتجار في الهيرويين وقضية واحدة تتعلق بتهريب الكراك. وبلغ عدد القضايا المتعلقة بحيازة واستهلاك المخدرات 2629 قضية منها 2508 قضية تخص حيازة واستهلاك راتنج القنب والأفيون و116 قضية متعلقة بحيازة واستهلاك المؤثرات العقلية و18 قضية متعلقة بزراعة القنب والأفيون، ومكنت التحريات التي قامت بها المصالح المعنية في هذا الإطار من توقيف 5641 شخصا متورطا في القضايا المذكورة، من بينهم 1664 مهربا و3505 مستهلكين لراتنج القنب والأفيون. وكذا 266 مهربا و123 مستهلكا للمؤثرات العقلية إلى جانب 5 مهربين و6 مستهلكين للكوكايين علاوة على 48 مزارعا للقنب والأفيون. وأحصت المصالح المختصة ضمن الموقوفين 52 أجنبيا غالبيتهم أفارقة، من بينهم 15 شخصا من مالي و11 آخر من نيجيريا و6 أشخاص من المغرب و4 أشخاص من النيجر إلى جانب 3 أشخاص من الكاميرون وشخصا واحدا من تونس وآخر من ساحل العاج وكذا شخصا واحدا من فرنسا و5 أشخاص آخرون لم تحدد جنسياتهم. وفي سياق متصل فقد تمكنت فرق الدرك الوطني أول أمس من ضبط 20 كيلوغراما من الكيف المعالج بولايتي الشلف وتلمسان، حيث ضبطت الفرقة الإقليمية لسيدي عبد الرحمن بشاطئ واد الملح بولاية الشلف، 16 كيلوغراما من الكيف المعالج كانت داخل كيس بلاستكي ألقت به الأمواج على الشاطئ. بينما تمكن عناصر حراس الحدود بمغنية خلال نفس اليوم إثر دورية، من توقيف المدعو شاب يبلغ من العمر 26 سنة، بحوزته 4,5 كلغ من الكيف المعالج.