ينتظر أنصار جمعية وهران، على أحر من الجمر ما سيسفر عنه الاجتماع المرتقب، والذي وصفه بعض المسيرين بالحاسم خاصة في مسألة الطاقم الفني، الذي يبدو أنه فقد ثقة الإدارة مع توالي النتائج السلبية، خاصة داخل الديار التي ضيّع بها الفريق سبع نقاط كاملة دحرجته في لائحة الترتيب، وقرّبته من صاحب الرتبة الرابعة عشرة فريق نصر حسين داي، حيث أضحى الفارق بينهما نقطتين فقط، ويخشى أن يرتمي في قاع الترتيب في المواجهات الأربع المتبقية عن مرحلة الذهاب، والتي تعد نارية وتتطلب استعدادا من كافة النواحي خاصة النفسية منها. ووعيا منهم – كما يصرحون- يرغب المسيرون في وقف نزيف النقاط المستمر منذ أربع جولات، وقبل أن تقع الفأس في الرأس كما يقال ولا يلمسون حلا بحسبهم سوى في إنهاء خدمات المدرب الحالي جمال بن شاذلي، وكان سعدون محمد المعروف ب"موموح" أحد الأعضاء الفاعلين في الإدارة الوهرانية، واضحا وصارما عندما كشف بأن تدخله في هذا الاجتماع المرتقب سيكون حاسما بما يحفظ مجهود موسمين حسبه ومهما كانت تبريرات المدرب بن شاذلي. هذا الأخير كان منطقيا في تصريحاته التي أعقبت لقاء الجمعية الوهرانية بضيفها شباب بلوزداد، ولم يتنصل قط من مسؤولياته سواء في خياراته أو في تراجع نتائج الفريق، وأبدى استعداده لتقبل أي قرار يخص مستقبله معه، لكنه لفت إلى ثلاثة أشياء هامة ومؤثرة لها علاقة بالتعثرات الأخيرة للجمعية، أولها صغر سن التشكيلة، وافتقارها إلى التجربة الكافية التي تتيح لها التعامل مع حيثيات البطولة الاحترافية الأولى بشكل إيجابي وذكي مقارنة مع فرق أخرى. أما الشيء الثاني، فيتعلق بكون الجمعية صاعدا جديدا عليه التعلّم أكثر، ويكفيها فخرا أنها نجحت في مقارعة أندية قوية وعريقة في الجولات الماضية، بل وفرضت عليها منطقها كما حصل أمام فرق وفاق سطيف، مولودية الجزائر وجمعية أولمبي الشلف، ووقتها كانت التشكيلة مكتملة والخيارات متعددة عكس المواجهات الأخيرة، وهذا هو الشيء الثالث الذي نبّه إليه المدرب بن شاذلي، فالأسبوع الماضي لم يتدرب كامل التعداد تحت إمرته، فأربعة منه، وهم لاعبون شباب كانوا ملتزمين طيلة الأسبوع تقريبا مع الفريق الوطني الأولمبي، الذي خاض مباراتين وديتين تحضيريتين ضد المنتخب المالي، بذل فيهما اللاعبون الدوليون الوهرانيون جهودا كبيرة، وهو ما انعكس على مردودهم في لقاء السبت الماضي ضد بلوزداد، خاصة المهاجم بن قابلية، الذي كان خارج مجال التغطية خاصة الشوط الثاني، والمدافع باركة الذي ظهر مرتبكا فارتكب أخطاء يمكنه تصحيحها مستقبلا بتجديد الثقة في قدراته وتشجيعه لا معاقبته بكرسي الاحتياط، شأنه في ذلك شأن زميله بن قابلية، وآخرين ينتظرون فرصة البروز لكن دون ضغوط. وإضافة إلى هذين اللاعبين الشابين، هناك عناصر أخرى لها وزنها ودورها في الفريق، وفي استراتيجية المدرب بن شاذلي، غابوا لأسباب متباينة، فالمدافع الدولي النيجيري محمد شيكوتو، يعالج إصابته منذ أكثر من شهر، وفي نفس الحال يوجد زميله الشاب جمال بلعالم، ولحق بهما زميلهما الشاب ثابتي، لكن بأقل درجة وحدّة، كما أن العقوبة ضربت التشكيلة أيضا، حيث أرغمت الثنائي زيدان محمد الأمين، ومسترجع الكرات حرباش على الراحة الإجبارية. ثم هناك نقطة هامة لا يمكن إغفالها وتتعلق بالمستحقات المالية التي لم يتلقاها اللاعبون لحد الآن، حيث اكتفوا بسماع تطمينات فقط بخصوصها، ولا يخفى على أي أحد الدور الكبير الذي تلعبه المحفّزات المالية في نتائج أي فريق وفي رفع معنويات عناصره. بن شاذلي، أعترف أيضا بأنه من الطبيعي أن يتسلل الشك إلى اللاعبين بعد هذه النتائج المخيّبة، ومن الطبيعي أيضا أن ينكب على العمل النفسي بترميم معنويات لاعبيه تحسبا لقادم الجولات، وأولها الخرجة الصعبة إلى ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، لمواجهة الشباب المحلي، المنتشي بفوزه العريض الذي عاد به من معاقل جمعية أولمبي الشلف، وتفادي الهزيمة أكثر من ضروري بالنسبة ل«للجمعاوة "، حتى يتفادوا تدحرجهم أكثر في جدول الترتيب. غضب الأنصار يجبر التشكيلة على الفرار إلى غابة كناستيل وكانت التشكيلة قد فرّت بجلدها من غضب الأنصار في حصة الاستئناف، حيث فضّلت غابة "كناستيل" على ملعب الحبيب بوعقل، وحسب مصادر من محيط الفريق، فإن الأنصار يقصدون لاعبين بعينهم كانوا شتموهم في اللقاء الذي خاضه الفريق بملعب أمل الأربعاء، والخشية أن يمر هذا الأسبوع عاصفا على التشكيلة ما يؤثر عليها ويهزمها قبل ملاقاة "السنافر".