قال جمال بن شاذلي مدرب جمعية وهران، إن الهزيمة التي تلقّاها فريقه بملعب 20 أوت بمدينة بشار أمام مضيفه فريق شبيبة الساورة بثلاثية مقابل واحد، مفيدة جدا، حيث ستُجبر لاعبيه على وضع أرجلهم على الأرض، خاصة بعد النتيجتين الإيجابيتين اللتين بصموا عليهما في بداية البطولة الاحترافية الأولى، أمام كل من اتحاد سيدي بلعباس ونصر حسين داي. ولئن أقر بقوة فريق الساورة إلا أنه أرجع هذه الخسارة وبنسبة كبيرة، إلى عوامل أخرى: "منذ وصولنا إلى مدينة بشار، أدركنا أن كل المعطيات ستكون ضدنا، وستحرمنا من العودة بنتيجة إيجابية إلى ديارنا كما خططنا وتمنينا ذلك، بداية بالحرارة الشديدة التي لعبنا تحت لهيبها. وأنا أعتبر برمجة مباراتنا عصرا جريمة في حق الفريقين، زيادة على ركلة الجزاء التي كانت قاسية في حق فريقي، لكن رغم ذلك حاولنا جهدنا العودة في النتيجة في الشوط الثاني، وخلقنا صعوبات لمضيفنا المحلي، وصنعنا فرصا سانحة، لكني، على العموم، لست راضيا عن هذا الأداء والهزيمة التي تكبّدناها أمام الساورة". وبغضّ النظر عن هذه العوامل التي ذكرها التقني الوهراني، فإن هناك أسبابا فنية ساهمت هي أيضا في تلك الخسارة القاسية، منها الأداء المتواضع لخط الدفاع، الذي لم يؤد ما كان مطلوبا منه رغم احتفاظه بنفس مشكليه منذ الموسم الماضي. ولحسن حظ الجمعية الوهرانية أنها تضم في صفوفها حارسا قويا وخبيرا اسمه الصديق بوهدة، أخرج كل ما بجعبته من براعة وحنكة حتى يجنّبها هزيمة نكراء؛ لذلك يرى المتتبعون أن على الطاقم الفني مراجعة بعض الأمور على مستوى الخط الخلفي، وتصحيح هفواته مستقبلا، إضافة إلى ذلك رعونة بعض المهاجمين، الذين ضيّعوا ما لا يضيع من فرص التسجيل، خاصة في الشوط الثاني، الذي عاد فيه الوهرانيون في الأداء لكن بدون ترجمته إلى أهداف. وكان بن شاذلي قد استفاد من كامل لاعبيه باستثناء واحد فقط، وهو المدافع الدولي النيجيري محمد شيكوتو، الذي عاد إلى مدينة وهران أمسية الأحد الماضي، بعدما خاض رفقة منتخب بلاده مواجهتين دوليتين برسم تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2015 بالمغرب، ضد كل من منتخبي الرأس الأخضر وموزمبيق، وحتى خماسي المنتخب الوطني الأولمبي سجل حضوره أمام شبيبة الساورة، ومثّله جمال بلعالم أساسيا. وكانت المجموعة الوهرانية قد تدربت مرتين أمس، صباحا بقاعة تقوية العضلات التابعة لفندق "الموحدين"، ومساء بملعب زبانة، الذي سيحتضن المواجهة القادمة لها أمام مولودية بجاية، وهو اختبار جدي، وهذا باعتراف المدرب بن شاذلي نفسه، الذي كشف ل "المساء" أنه طلب من لاعبيه نسيان عثرة الساورة، والتفكير في اللقاء القادم ضد المولودية البجاوية؛ "قلت لأشبالي بأن هزيمتهم بملعب بشار ليست نهاية العالم، وأن عليهم نسيانها والتفكير في لقاء بجاية، ومعالجة النقائص التي ارتكبوها أمام شبيبة الساورة، خاصة أنه يوجد من بينهم محنَّكون وعلى دراية بالقسم الأول؛ إذ سبق لهم الممارسة في أندية عديدة، ومن ثم يمكنهم مزاحمة فرق قسمهم بمن فيهم المرشحون للعب الأدوار الأولى". وأقر بن شاذلي بإلزامية التحضير جيدا للمواجهة البجاوية؛ "لقد نبّهت أشبالي منذ حصة الاستئناف، عن إجبارية الاستعداد كما ينبغي إن أرادوا النيل من فريق مولودية بجاية، الذي يُعد من أصعب أندية قسمنا؛ لذا طالبتهم بمضاعفة الجهد والعمل حتى يكونوا في الموعد أمامه". وقد شهدت الحصة التدريبية الصباحية ليوم أمس، اندماج اللاعبين شيكوتو والشاب مصمودي الذي تعافى نهائيا من إصابته، التي أجبرته على الراحة لمدة خمسة أيام. وبحسب البرنامج المعَد من قبل الطاقم الفني، فإن التشكيلة الوهرانية ستتدرب مرتين أخريين بملعب زبانة يومي الخميس والجمعة.