تعتقد الحرفية علجية جاوزي، مختصة في الخياطة من منطقة بوزقان، ولاية تيزي وزو، أن ارتداء الجبة القبائلية لم يعد مقتصرا على المناسبات فقط، كما كانت عليه في وقت مضى، بل أصبحت اللباس اليومي للمرأة اليوم، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في تطويرها، وهو ما يعكسه تنوعها في الأسواق. تقول السيدة علجية بأن حبها لفن خياطة اللباس القبائلي يعود إلى زمن قديم، حيث كانت تملك موهبة في هذا المجال، طورتها بفضل دعم أفراد عائلتها لها، خاصة أنهم يمارسون حرفة الخياطة، مما ساعدها، مع مرور السنين، على الإبداع في هذا المجال بموديلات جميلة ورائعة، تباع خارج منطقة بوزقان. وحول الجبة القبائلية قالت: "لقد شهدت تطورا كبيرا، حيث أصبحت بألوان وأشكال وموديلات مختلفة، منها جبة "واضية"، "المروي"، "الأزير" وغيرها من الأنواع التي تظهر من سنة لأخرى"، مشيرة إلى أن الطلب يكثر على جبة "واضية" المعاصرة التي تضم تصميمات مختلفة وتحافظ على أساس الجبة التقليدية المعروفة. وأشارت السيدة علجية إلى أنه ببوزقان، أصبحت الجبة القبائلية لباسا يوميا للنساء والفتيات، حيث تُلبس في كل الأوقات، باستثناء الطالبات والعاملات طبعا. وحول أسعار الجبة، قالت السيدة علجية بأنها تختلف من موديل إلى آخر، إذ يؤخذ بعين الاعتبار نوع القماش بالدرجة الأولى، ثم الألوان المستعملة وحجم التعبئة التي تريدها الزبونة، ويضاف إلى هذا أتعاب الخياطة "اليد العاملة"، وتوضح أن وضع الثمن بعد ذلك ليس عشوائيا، وإنما بعد حساب ما تم توظيفه حتى تكون الجبة جاهزة، مشيرة إلى أن الأكثر رواجا وطلبا منها هي تلك التي تجمع بين الخياطة المعاصرة على قماش قديم، حيث تكون أكثر جمالا، مما يجعلها تستقطب وتجلب أنظار النساء والفتيات. تقول محدثتنا؛ "تعتبر جبة بوزقان أكثر شهرة، لأنها تنفرد بميزة وهي أنها تجمع بين لونين من القماش؛ الأبيض والأصفر، وتزين بألوان وأشكال جميلة منسجمة بطريقة لا يمكن لمن يراها ألا يعجب بها، و يكثر الطلب عليها من قبل العروس التي تحتفظ بها وترتديها في مناسبة حفل ختان ابنها". تأسفت المتحدثة لعدم إتاحة الفرصة لها للمشاركة في المهرجانات والصالونات بهدف عرض منتجاتها التقليدية، رغم أن أعمالها نالت إعجاب الجميع، بدليل الطلب المتزايد على الجبة التي تبدع في خياطتها، حيث تخيط نحو 20 جبة شهريا، كما أن حبها لحرفة الخياطة ساهم في دخول "المكرامي" عليها.