قضت قوات الجيش الوطني الشعبي، أول أمس الاثنين، على ثلاثة إرهابيين بمدينة يسر بالقطاع العملياتي لبومرداس بالناحية العسكرية الأولى، من بينهم الإرهابي الخطير قوري عبد المالك، الذي تبنّى اغتيال الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، في 24 سبتمبر الماضي، بجبال "تيكجدة" بالبويرة، ليرتفع بالتالي عدد منفذي هذا العمل الجبان الذين تم القضاء عليهم من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي إلى ثلاثة عناصر. وأكدت وزارة الدفاع الوطني في بيان لها أمس، التعرّف على هوية المجرم الخطير قوري عبد المالك، الذي تبنّى اغتيال الرعية الفرنسي، وذلك تبعا للعملية المنفذة ليلة أول أمس، بمدينة يسر والتي مكّنت من القضاء على ثلاثة إرهابيين واسترجاع بندقيتين آليتين من نوع كلاشنيكوف وحزام ناسف وكمية معتبرة من الذخيرة وهواتف نقالة وأغراض أخرى. وكانت هذه العملية النوعية لقوات الجيش الوطني الشعبي قد تمت بناء على الاستغلال الفعال للمعلومات، على الساعة العاشرة والنصف ليلا إثر تنصيب مصيدة لمجموعة من الإرهابيين الخطيرين، وتتبع تحركاتهم على متن سيارة داخل مدينة يسر. وحسب بيان وزارة الدفاع الوطني، فقد جرت العملية دون المساس بسلامة أي من المواطنين الذين كانوا متواجدين قرب مكان تنفيذها. كما تمكنت مفرزة أخرى بالقطاع العملياتي لتيزي وزو بالناحية العسكرية الأولى، أمس الثلاثاء، على العاشرة صباحا من القضاء على إرهابيين خطيرين قرب بلدية أكرو بدائرة أزفون، واسترجعت بندقيتين آليتين من نوع كلاشنيكوف، لترتفع حصيلة العمليتين النوعيتين المنفذتين خلال 24 ساعة الماضية، إلى 5 إرهابيين تم القضاء عليهم مع حجز 4 بنادق آلية من نوع كلاشنيكوف وأسلحة أخرى وكميات من الذخيرة. ويعتبر الإرهابي الخطير قوري عبد المالك، الذي يوصف بكونه زعيم التنظيم الذي أطلق على نفسه تسمية "جند الخلافة"، ثالث العناصر الإرهابية التي يقضي عليها الجيش الوطني الشعبي من ضمن المجموعة الإجرامية المشاركة في عملية اختطاف واغتيال الرعية الفرنسي بيار هرفي غوردال، بجبال البويرة في شهر سبتمبر الماضي، حيث سبق لوزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، أن أعلن في نوفمبر الفارط، بأن الجيش الوطني الشعبي قضى على أول الإرهابيين المنتمين لهذه المجموعة الخطيرة في أكتوبر الماضي، حيث تم التعرّف على هويته في إطار التحقيق الابتدائي الرامي إلى التعرف على الإرهابيين الذين كانوا وراء هذه العملية الجبانة. وعاد لوح، الأسبوع المنصرم، للحديث عن هذه القضية، معلنا بأن قوات الجيش الوطني الشعبي تمكنت من القضاء على إرهابي ثان من هذه المجموعة الإجرامية الخطيرة، التي قدر عدد أفرادها الوزير الأول عبد المالك سلال، في تصريحاته مطلع الشهر الجاري، في اجتماع اللجنة المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية – الفرنسية بباريس ب21 عنصرا، مؤكدا بالمناسبة عزم الجزائر على متابعة هذه القضية حتى النهاية، وإصرار الجيش الوطني الشعبي على القضاء على كل عناصر هذه المجموعة الخطيرة. وقد لقت إرادة الجزائر وإصرار الجيش الوطني على الرد بقوة ودون هوادة على هذه المجموعة الارهابية، التي باشر لأجلها عملية تمشيط واسعة وغير منقطعة بجبال منطقة القبائل، استحسان الطرف الفرنسي الذي أعلن على لسان مسؤوليه في مختلف المستويات، تقديره الكبير للجهود التي تبذلها الجزائر وجيشها الوطني، من أجل القضاء على العناصر الإرهابية الخطيرة التي اختطفت واغتالت الرعية غوردال، مثمّنة الموقف الثابت للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب ومجابهة كل التهديدات الأمنية التي تعترض المنطقة. وللتذكير فقد تم اختطاف الرعية الفرنسي هرفي غوردال، البالغ من العمر 55 سنة وهو مرشد سياحي ومتسلق جبال يوم 21 سبتمبر 2014، من قبل مجموعة إرهابية بالقرب من قرية آيت "أوعبان" ببلدية "أقبيل" الواقعة بين تيزي وزو والبويرة، وتبنّت المجموعة الإرهابية التي أطلقت على نفسها "جند الخلافة ببلاد الجزائر" والتي ادّعت أن لها ارتباطا بالتنظيم الإرهابي "داعش" عملية الاختطاف وهددت في شريط مصور بإعدام الرعية، قبل أن تقبل على تنفيذ هذا التهديد في 24 سبتمبر الماضي، بتصوير جريمتها الشنعاء التي وصفتها الحكومة، بالعمل الجبان والجريمة البشعة، مجددة عزم الجزائر على مواصلة مكافحتها للإرهاب بكل أشكاله مع ضمان أمن وسلامة كل الرعايا الأجانب المتواجدين على ترابها، فيما أكدت وزارة الدفاع الوطني، عزمها وإصرارها على مواصلة عمليات مكافحة الإرهاب وتعقب المجرمين أينما وجدوا "إلى غاية القضاء النهائي عليهم وتطهير كامل التراب الوطني من دنسهم".