يعتبر مصنع صناعة السيارات من علامة مرسيدس - بنز المتواجد ببلدية عين بوشقيف (تيارت)، من المشاريع الواعدة للصناعة الميكانيكية في الجزائر. ويندرج هذا المصنع الذي أشرف على تدشينه نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، بتاريخ 26 أكتوبر الماضي، في إطار الشراكة الجزائرية الألمانية الإماراتية الرامية إلى تطوير الصناعة الميكانيكية الوطنية، وتكوين وتأهيل اليد العاملة الجزائرية في هذا المجال علميا ومهنيا. و"تقدر الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع ب6 آلاف وحدة في السنة من السيارات من نوع "سبرينتر" الموجهة لمختلف الاستعمالات، وألفين (2000) وحدة من سيارات من نوع "جي كلاس" رباعية الدفع من الصنف (ج) الموجهة للأغراض العسكرية وشبه العسكرية"، وفقا لما أوضحه رئيس مجلس الشركة الجزائرية لصناعة السيارات من علامة مرسيدس بنز العقيد كريكرو إسماعيل. وقد أنشئت الشركة الجزائرية لصناعة السيارات من علامة مرسيدس - بنز بعد توقيع القوانين الأساسية في 29 جويلية 2012، والتي سبقها توقيع بروتوكول الاتفاق في 28 جويلية 2009، وميثاق المساهمين في 4 أكتوبر 2011. وتتكون الشركة المختلطة من ثلاثة مساهمين رئيسيين هم الطرف الجزائري المتمثل في شركة تطوير صناعة السيارات التابعة لمديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني بنسبة 34 بالمائة، والشركة الوطنية للسيارات الصناعية بنسبة 17 بالمائة، والطرف الأجنبي المتمثل في صندوق الاستثمار الإماراتي "آبار" بنسبة 49 بالمائة، إلى جانب شركة "دايملر" الألمانية كشريك تكنولوجي. وتقوم هذه الشراكة أساسا على "نقل التكنولوجيا العالية والاندماج الاستراتيجي في الشركات الوطنية، وتكوين وتأهيل اليد العاملة الجزائرية علميا ومهنيا، وهو ما من شأنه الدفع بالصناعة الوطنية للالتحاق بركب الدول المتقدمة" يقول العقيد كريكرو. و«قد كانت المعايير التي تم وفقها انتقاء العمال جد صارمة، حيث تم اختيار المتفوقين منهم مع تسطير برنامج تكوين مدروس يمكّنهم من التحكم في تكنولوجيا صناعة السيارات التي ستنتجها الشركة" كما أشير إليه. وتتوفر الشركة -يضيف المصدر- على معهد للتكوين في تقنيات السيارات يشمل المرفق البيداغوجي ومخبر الإعلام الآلي، ومخبر اللغات الألمانية والإنجليزية و6 قاعات للتدريس وقاعة محاضرات متعددة الوسائط، وورشات تكوين مختصة في الصناعة الميكانيكية وصيانة وكهرباء وإلكترونيك السيارات وبناء ميكانيكي، بالإضافة إلى المرفق الإداري. ويتم حاليا تكوين 119 متربصا من خريجي مراكز ومعاهد التكوين يتلقون التكوين بالمعهد المذكور كتقنيين في شعب الميكانيكا العامة، وميكانيك السيارت والصيانة والهياكل والكهرباء وإلكترونيك السيارات والبناء الميكانيكي، بالإضافة إلى تلقينهم اللغتين الإنجليزية والألمانية وفق نفس المسؤول. وأبرز العقيد كريكرو، أن "هناك مستويين من التكوين هما التكوين القاعدي المتخصص للتقنيين والتقنيين السامين المتخرجين من معاهد التكوين طبقا لاتفاقية مبرمة ما بين وزارتي الدفاع الوطني والتكوين والتعليم المهنيين، والتي تقضي بتكوين إضافي لهؤلاء التقنيين على مستوى المعهد التابع لمؤسسة تطوير صناعة السيارات". ويؤطر هؤلاء المتربصين مهندسون مكونون في مجال التكوين التخصصي الموجه للتقنيين والتقنيين السامين العاملين بالمصنع، تابعوا تكوينا بكل من النمسا وألمانيا، حيث تلقوا تكوينا على أعلى مستوى في مجالات اللوجستيك والنوعية والصيانة. وأبرز ذات المسؤول أن الشركة الجزائرية لصناعة السيارات من علامة مرسيدس - بنز تولي "اهتماما كبيرا" لجانب التكوين المخصص للعمال من مهندسين وتقنيين مسيرين من أجل "الرفع من مستواهم وزيادة خبراتهم". ولهذا الغرض تتوفر شركة تطوير صناعة السيارات بتيارت، على معهد يضم العديد من الورشات في مختلف التخصصات كالتلحيم والطلاء والنجارة، إلى جانب قاعات للتدريس لتكوين الأفراد الذين يتم "انتقاؤهم بصفة دقيقة ومدروسة ممن يظهرون استعدادا ومستوى جيدا في المجال"، حسب العقيد كريكرو. وتقوم مديرية الصناعات العسكرية ب«توظيف الأفراد المتخرجين من مختلف مراكز التكوين المهني بعد مزاولتهم تكوينا قاعديا. وتضمن لهم تأهيلا وتكوينا نوعيا". وأشار العقيد كريكرو، إلى أن "الهدف من الشراكة الجزائرية الإماراتية الألمانية هو "تشجيع المناولة من خلال إرساء شراكة لاقتناء وتصنيع اللواحق والمكونات التي سيتم استيرادها من الخارج في المراحل الأولى للإنتاج إلا أنه من الضروري تصنيع 30 في المائة على الأقل منها محليا بعد خمس سنوات". واعتبر ذات المسؤول أن "لنظام المناولة أهمية بالغة حيث سيسمح للمؤسسات المصغرة المحلية المستحدثة بإنتاج كميات من المكونات وقطع الغيار والأجزاء الخاصة بالسيارات". وأبرز بأن وزارة الدفاع الوطني ومديرية الصناعات العسكرية التابعة لها تساهم من خلال "تجسيد مصنع صناعة السيارات من علامة مرسيدس بنز في تحقيق الإنعاش الاقتصادي لبلادنا، والمساهمة كذلك في استحداث مناصب شغل مؤهلة لفائدة أبناء منطقة تيارت". كما لفت إلى أن مصنع صناعة السيارات من علامة مرسيديس بنز يشغّل حاليا 150 عاملا ما بين تقنيين ومهندسين وإداريين، مبرزا أن المصنع سيوفر حوالي 600 منصب شغل عند الانطلاق الفعلي في الإنتاج وذلك في مراحل التركيب والطلاء والتلحيم. وأوضح العقيد كريكرو، من جهة أخرى أن المصنع المذكور يتوفر على ورشة لتكوين 53 شابا في مجال تركيب السيارات النفعية من صنف "سبرينتر" التي سيشرع في إنتاجها على المدى القريب. ومن جهته كشف مدير الإنتاج بالمصنع السيد مصطفاوي زين العابدين، بأن المصنع سيعكف خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة على إنتاج أنواع أخرى من السيارات النفعية ورباعية الدفع للاستخدام المدني، حيث ستعرف السنة الأولى إنتاج حوالي 200 سيارة رباعية الدفع من الصنف (ج) و60 سيارة نفعية من نوع (سبرينتر) إلى أن يصل الإنتاج سنة 2016، إلى تحقيق القدرة الإنتاجية المبرمجة أي 6 آلاف سيارة من نوع "سبرينتر" وألفين سيارة من الصنف (ج)، ليكون بذلك المصنع جاهزا للإنتاج بصفة كلية والاشتغال بصفة عادية في ظرف ثلاث سنوات. وأضاف بأنه فيما يتعلق بسلسلة إنتاج السيارات رباعية الدفع من الصنف (ج)، تم الانطلاق في مرحلة الإنتاج ابتداء من 1 نوفمبر الماضي، لتستمر فترة التجارب إلى غاية شهر جانفي من السنة المقبلة تاريخ الانطلاق الفعلي للإنتاج. وأبرز السيد مصطفاوي، أنه قد تم منذ يوم 26 أكتوبر الماضي، تاريخ تدشين المصنع من قبل نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، وإلى غاية اليوم تصنيع 54 سيارة رباعية الدفع من نوع "جي كلاس" خلال المرحلة التجريبية للإنتاج". وأشار إلى أن "المصنع موصول بقاعدة بيانات توفر جميع المعلومات الضرورية حول وضعية الإنتاج لفائدة الشريك الألماني (ديملر)". وتتخصص الشركة في صناعة العربات لكل الأرضيات صنف (ج)، والسيارات النفعية (سبرينتر)، حيث يشرف 16 مهندسا تم تكوينهم بألمانيا والنمسا على تكوين التقنيين وتسيير الورشة النموذجية التي تشمل 7 محطات تركيب بالنسبة للسيارات النفعية، و5 بالنسبة للسيارات رباعية الدفع وفق المصدر ذاته. (وأج)