كشفت المغنية سعاد عسلة، أنها بصدد الإعداد لعرض فني ضخم تجمع فيه ثلاث فرق نسوية، تتمثل في الزفانات والقناويات والفردة، ضمن مسعاها للحفاظ على التراث الموسيقي الذي تزخر به مدينة بشار والجنوب الغربي للبلاد. وقالت سعاد عسلة، تلميذة الفنانة الشهيرة حسناء البشارية، عقب نهاية وصلتها الغنائية سهرة أول أمس، ضمن المهرجان الدولي الخامس لفنون الأهقار بتمنراست، أن التراث الموسيقي الذي تزخر به منطقتها لا يتناقله الجيل الحالي، وتحاول عبر مبادرتها نشر هذا الموروث بفرنسا. مضيفة أنها سوف تقيم عرضا فنيا مع هؤلاء النسوة لتقديم عرض ضخم في الجزائر وفي الخارج. وتتنقل سعاد عسلة، بين بشار، مسقط رأسها وفرنسا محل إقامتها، منذ ثلاث وعشرين سنة، وفي كل مرة تزور النسوة في لقاء كل جمعة، وتأسفت لغياب من يحمل المشعل مؤكدة ‘'ليس هناك من يحافظ ولا ينقل هذا الموروث الفني''. وتقوم بتلقينه كموسيقى علاجية فللموسيقى الجزائرية صدى كبير في الخارج. وتحدثت عن مسارها الفني وقالت إنها مؤلفة وملحنة وتستلهم أعمالها من ألحان منطقتها، مع وضع لمستها المتأثرة بعدد من الطبوع الموسيقية في مزج متناسق، حيث تستعمل الريغي والجاز والسالسا وكذلك الديوان، إضافة للمسة مغاربية بحكم الجوار بين مدينة بشار والمغرب. وأضافت المتحدثة أنها بفضل أستاذتها حسناء البشارية، تتواجد على الركح بعد إن اشتغلت معها خمس عشرة سنة، مؤكدة أن حسناء ملهمتها الأولى. وصعدت سعاد عسلة، المنصة سهرة أول أمس، لتوقع حضورها في المهرجان، وأدت عددا من أغانيها منها ‘'الباخرة'' و''جابونا من السودان'' وغيرها، وهي أغان تتناول مواضيع اجتماعية كظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث انتقدت ما أسمته بالاستعباد العصري عندما يقطع شباب جزائريون أو مغاربة أو أفارقة البحر متوجهين نحو أوروبا، فهناك من لا يصلون أبدا ففي كل وقت هناك ضحايا وموتى ولا نتحدث عنهم، ومن ينجحون في الوصول يوضعون في مخيمات ثم يعادون من حيث أتوا وهذا أمر خطير تضيف سعاد . واغتنمت الفنانة الفرصة لتقول للراغبين في الهجرة غير الشرعية أن أوروبا ليست إلدورادو الأمريكية، وتقول ناصحة ‘'ابقوا في أوطانكم فهناك كل ما يجب''. واستهلت السهرة الفرقة الموريتانية ساحل الخماسي التي قدمت برنامجا موسيقيا ثريا مستوحى من التراث الموسيقي الموريتاني بلمسات عصرية، وبخصوص العرض قال مغني الفرقة الشيخ ولد الأبيض، أن الفرقة آساسها الموسيقى التقليدية الموريتانية وتميزها المقامات الموسيقية. وأضاف المتحدث أن فرقته مقتنعة بضرورة مزج الموسيقى التقليدية بموسيقات أخرى، لكن دون المساس بالقاعدة الأصلية وهي المقامات الخماسية، ومن الممكن جدا إدخال آلات موسيقية أخرى. وأبهرت الفرقة التي تأسست في 2007، الجمهور الذي توافد إلى موقع تيديسي، حيث قدمت موسيقى بديعة باللهجة الحسانية، وقال ولد لبيض، إن الفرقة تركز على نص ذي قيمة أدبية أكثر من أي شيء آخر، وتتطرق أعمالهم إلى مواضيع عاطفية واجتماعية. وللفرقة مشاركات عديدة خارج موريتانيا منها في ألمانيا والسنيغال، وفي الجزائر تشارك لأول مرة. وإلى جانبهما، أحيا كل من معمر كاسي، من النيجر وفرقة الإمزاد الجزائرية الليلة الرابعة من عمر المهرجان، بحضور جماهيري واسع متحديا الطقس البارد ليستمتع بدفء الموسيقى الأصيلة.