يسعى المنتخب الوطني لكرة اليد (رجال)، في مشاركته الرابعة عشرة في بطولة العالم المقررة ما بين 15 جانفي و1 فيفري المقبل بالدوحةالقطرية، إلى بلوغ الدور الثاني رغم صعوبة المهمة التي تنتظره في المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات قوية وهي فرنسا، السويد (4 ألقاب)، جمهورية التشيك، مصر وإيسلندا. ووزعت المنتخبات ال24 المشاركة على أربع مجموعات تضم كل واحدة منها ستة فرق، تتنافس فيما بينها في الدور الأول على أن يتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى عن كل مجموعة للدور ثمن النهائي. وتأهلت الجزائر إلى مونديال قطر، بعد تتويجها باللقب القاري على حساب المرشح الأبرز منتخب تونس في جانفي بالجزائر العاصمة، لتضع بذلك حدا ل18 عاما من الغياب على أعلى منصة التتويج. وعن هدف المنتخب الوطني في قطر، أوضح المدرب الوطني رضا زقيلي، الذي جددت الاتحادية الجزائرية لكرة اليد الثقة في شخصه لقيادة ”الخضر” في مونديال قطر قائلا: ”للتأهل إلى ثمن النهائي، ينبغي أن نفوز على مصر خلال اللقاء الأول وعلى منتخب أوروبي آخر.. كل المنتخبات تتمتع بمستوى عالمي ولا يمكن وضع منتخب معين نصب أعيننا”. ويبدو أن مهمة ”الخضر” في الوصول الى الدور الثاني ستتعقد أكثر بدخول منتخب إيسلندا على الخط الذي أخلط كل الحسابات والأوراق. وكان المنتخب المصري المنافس الرئيسي لنظيره الجزائري، على البطاقة الرابعة والأخيرة المؤهلة إلى الدور الثاني، إلا أن تعويض إيسلندا للإمارات العربية المتحدة المنسحبة من هذه المنافسة في المجموعة الثالثة قلّص كثيرا من آمال النخبة الوطنية في تجسيد طموحها. فالمنتخب الأيسلندي، نائب بطل أولمبياد بكين 2008 وصاحب المركز الخامس في أولمبياد لندن 2012، يعتبر أكثر قوة وخبرة من المنتخب الإماراتي وسيتنقل إلى الدوحة من أجل التأهل إلى الدور ثمن النهائي كذلك. ويبدو أن زقيلي واع بهذه المعطيات الجديدة، غير أنه رفض بالمقابل الاستسلام للتشاؤم قائلا ”كنا نفضّل أن نواجه الإمارات العربية المتحدة في المجموعة لأن حظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني كانت أوفر، البعض يقول إنه بعد انسحاب الإمارات أصبحنا المنتخب الأضعف في المجموعة غير أنني أرفض هذه الفكرة، لأن الجزائر هي بطلة إفريقيا ولها مكانة تدافع عنها”. ولمقارعة الكبار في موعد الدوحة، فضل الطاقم الفني الوطني تجديد الثقة في التشكيلة نفسها التي توجت باللقب الإفريقي على حساب تونس، حيث يعول كثيرا على قوة الحارس عبد المالك سلاحجي، الذي تعرض مؤخرا الى إصابة لكنه شفي منها تماما وعلى موهبة مسعود بركوس، وعلى تجربة محمد مقراني. وتستهل الجزائر التي تعتبر أكثر البلدان الإفريقية مشاركة في العرس العالمي (14 مرة)، المونديال يوم الجمعة المقبل ضد مصر، في لقاء ”داربي” ساخن، يسعى كل طرف فيه لتحقيق الفوز ومن ثم تذليل الصعوبات التي قد يواجهها في ما تبقى من مشوار الدور الأول. وليست هي المرة الأولى التي يلتقي فيها المنافسان اللدودان الجزائر ومصر في المجموعة نفسها ببطولة العالم، حيث سبق لهما وأن تقابلا في مونديالي 2001 (24-21 لصالح مصر) و2003 (تعادل 25-25) وفي كأس الرئيس لمونديال كرواتيا سنة 2009 والذي عرف تغلب ”الخضر” بنتيجة 28-22. كما انتهت المواجهة بينهما في مونديال 2013 بإسبانيا بالتعادل (24-24)، قبل أن يصعد ”الفراعنة” إلى الدور الثاني بفارق الأهداف وتفوز الجزائر بكأس الرئيس لتحرز المركز السابع عشر. وبخصوص هذه المواجهة المهمة في مشوار المرور الى الدور الثاني، علق الناخب الوطني محذرا: ”المقابلة الأولى ضد مصر ستكون بالتأكيد مهمة، ويمكن حتى أن تكون مفتاح المرور إلى الدور الثاني للمونديال، غير أنه لا ينبغي نسيان المقابلات الأخرى التي سنخوضها في قطر”. وأضاف زقيلي: ”الفوز على مصر من شأنه أن يكون عاملا إيجابيا للفريق من الناحية النفسية.. كل مقابلاتنا مهمة وعلينا أن نفكر في جميع المنافسين وعلينا أن نلعب المنافسة مقابلة بمقابلة”. زقيلي يرفض الكشف عن أوراقه وتحسبا لمونديال الدوحة، باشر ”الخضر” تحضيراتهم مطلع شهر أوت الماضي، بالدخول في تربصات قصيرة المدى خاصة باللاعبين المحليين وأخرى بالخارج. وكان تربص فرنسا الأول لرفقاء سلاحجي، حيث لعبوا خلاله مقابلتين وديتين مع ناديين محليين، فضلا عن المواجهة المزدوجة مع اليابان، خسروا في الأولى (29-28) وتعادلوا في الثانية (30-30). وفي محطتهم التحضيرية الثانية بالخارج، تحول رفقاء بركوس إلى سويسرا، حيث خاضوا مقابلتين وديتين أمام ناد سويسري وآخر دانماركي، ليواصلوا إعداداتهم بالمشاركة في دورة الأمم الأربعة الودية بالبرازيل، حيث خسروا المقابلات الثلاث التي لعبوها أمام الأرجنتين (27-15) والبرازيل (29-27) ومصر (27-26). وفي تونس، فاز ”الخضر” على الجيش القطري (29-28)، ليتلقوا بعدها هزيمة غير متوقعة على يد المنافس نفسه في المقابلة الثانية (34-26). وعن المواجهتين، قال زقيلي ”النادي القطري يتشكل من مجموعة من اللاعبين المصريين والتونسيين الدوليين، لذا فإن هذه المواجهة المزدوجة كانت مفيدة جدا لنا.. لكل مدرب استراتيجيته وعليه لن أكشف عن خططي أوعن طريقة عملي”. وأجرى أشبال رضا زقيلي، بعدها تربصا تحضيريا في سلوفينيا (19-31 ديسمبر) خاضوا خلاله ثلاث مباريات ودية، فازوا في واحدة على العربية السعودية 27-19 وتعادلوا في أخرى (24-24) أمام المنافس نفسه وانهزموا في الثالثة أمام سلوفينيا (34-21). وعرف تربص سلوفينيا تسجيل العديد من الإصابات التي لحقت بكل من الحارس سلاحجي واللاعبين مقراني ورحيم، غير أن زقيلي، تنفس الصعداء بعدما شفيوا جميعهم من الإصابة. وسيستهل السباعي الجزائري منافسات البطولة العالمية في قاعة علي بن حمد العطية بمواجهة مصر يوم 16 جانفي الجاري، قبل لقاء إيسلندا يوم 18 من الشهر الحالي. وفي المواجهة الثالثة، سيلعب ”الخضر” يوم 20 جانفي ضد السويد ثم فرنسا يوم 22، لينهي الفريق الوطني الدور الأول بملاقاة جمهورية التشيك يوم 24 من نفس الشهر.