استغل مسؤولو الكيان الإسرائيلي المحتل الأحداث الدامية التي عرفتها العاصمة الفرنسية لخدمة نزعتهم الاستيطانية التوسعية، والرامية أيضا إلى تشويه صورة المسلمين بتلفيق الاعتقاد بأنهم إرهابيون. وراح بنيامين نتانياهو، في مراسيم دفن اليهود الأربعة الذين قتلوا داخل المتجر اليهودي يؤكد باتجاه الدول الأوروبية بأنها بدأت تفهم أن ”الإرهاب الذي يمليه الإسلام المتطرف يمثل خطرا على كل العالم الذي نعيش فيه”. وفي موقف مماثل قال رئيس الكيان المحتل ريفن ريفلين، إنه لا يجب أن تبقى الدول الأوروبية غير مكترثة أو تتعامل من موقف ضعف مع النداءات المتأججة لمعاداة السامية، حاثا اليهود في مختلف الدول الأوروبية على عدم الخوف. وقال إن الذين قتلوا يوم الجمعة، ما قتلوا إلا لأنهم يهود. ولكنه لم يقل أنهم قتلوا بسبب السياسات الإجرامية التي قامت وتقوم بها حكومات الاحتلال ضد الفلسطينيين، والحيف المسلط عليهم طيلة سبعين عاما منذ إقامة هذا الكيان على أرض فلسطين التاريخية. ولكن ذلك لم يمنعه من دعوة هؤلاء إلى الهجرة إلى فلسطينالمحتلة ليس خوفا من الإرهاب ولكن حبا في ”أرض الميعاد”، وتكريس الاستيطان الذي جعلته إسرائيل جوهر بقائها. وطمأنت سيغولين روايال، وزيرة البيئة في الحكومة الفرنسية التي حضرت مراسيم دفن اليهود الأربعة بمدينة القدسالمحتلة في كلمة ألقتها، الرئيس الإسرائيلي ووزيره الأول، أن معاداة السامية لا مكان لها في فرنسا، وأن حكومتها ستعمل من أجل حماية اليهود. وأعادت العبارة التي سبق أن رددها الوزير الأول الفرنسي، مطمئنا اللوبي اليهودي أن ”فرنسا بدون اليهود ليست فرنسا”. ويكون رافلين ونتايناهو بذلك قد نجحا في جعل إسرائيل بمثابة ضحية ما حدث الأسبوع الماضي، في فرنسا بعد أن استغلا تلك الأحداث لأغراض سياسية لم يستطع الرئيس الفرنسي منعها بعد أن وجد نفسه مرغما على قبول حضور الوزير الأول الإسرائيلي في مسيرة الجمهورية الأحد الماضي بالعاصمة باريس.