تعطى اليوم صفارة انطلاق العرس الإفريقي لكرة القدم، في نسخته ال30، في غينيا الاستوائية، حيث سيتنافس 16 منتخبا من أجل التاج القاري، سعيا لنيل أهم لقب في القارة السمراء، والتي ستستمر حتى الثامن من فيفري القادم، وهذا بعد أن تم اختيار غينيا الاستوائية اضطرارا، بعد رفض المغرب احتضان هذه الدورة خوفا من انتشار فيروس إيبولا. ولأول مرة، شهدت هذه الكأس الإفريقية الكثير من التوتر، بعد أن وضعت الاتحادية الإفريقية لكرة القدم في حرج كبير، عقب إصرار المغرب على عدم استضافة هذه الطبعة ال30، والآن عوض أن تقام البطولة في بلد غني بالموارد، انتقلت لأحد أصغر بلدان غرب إفريقيا وأكثرها غموضا، فغينيا الاستوائية كان البلد الوحيد، الذي عرض إقامة البطولة في أراضيه وأنقذ الكاف. كأس أمم إفريقيا لهذه السنة، لم تعلن بعد عن مرشحين واضحين، فكل المنتخبات تعتقد أنها قادرة على الخروج بطلة في نهاية المنافسة في 8 فيفري، فالمنتخب الوطني الجزائري، الذي بلغ الدور الثاني في كأس العالم بالبرازيل العام الماضي، وأول فرق القارة تصنيفا، يعد حسب المختصين، الأوفر حظا لنيل اللقب، لو أن البطولة بقيت في المغرب، نفس الأمر بالنسبة لمنتخب تونس الذي تألق ولم يخسر في تصفيات استمرت لثلاثة أشهر فقط بين سبتمبر ونوفمبر، لكن تألق الفريقان العربيان في الظروف الصعبة في إفريقيا، سيكون أمرا صعبا. وستغيب نيجيريا حاملة اللقب عن هذه الطبعة ال30، وهي التي لم تتمكن من اقتطاع تأشيرة التأهل، لكن هناك عدد من الفرق القوية من غرب إفريقيا، كغاناوغينيا وكوت ديفوار ومالي والسنغال وبوركينا فاسو، المنتخب الذي فاجأ الجميع ببلوغ النهائي في جنوب إفريقيا قبل عامين. نهائيات جنوب إفريقيا وسابقتها أيضا أنهتهما مالي في المركز الثالث، كما بلغت غانا نصف النهائي في المرتين، ولم يسبق للسنغال وهو واحد من أكثر فرق إفريقيا قوة،وأن فاز باللقب القاري، لكنه يبقى من المرشحين المهمين. كوت ديفوار بدوره لطالما اعتبر من المرشحين، لكنه فشل في التتويج في النسخ الخمس السابقة بعدما نال اللقب مرة وحيدة في 1992، وهذه المرة سيلعب الفريق بدون مهاجمه المعتزل ديديي دروغبا بعدما عانى خلال التصفيات. وقد يكون اللقب هذه المرة من نصيب الكاميرون جار البلد المضيف، فالفريق يمر بانتفاضة رائعة بعد خيبة الأمل الكبيرة في كأس العالم بالبرازيل، كما سيكون للكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية والغابون، حضور قوي من وسط إفريقيا، في حين أن جنوب إفريقيا وزامبيا هما البلدان الوحيدان المشاركان من جنوب القارة، وتعود جزر الرأس الأخضر للنهائيات بعد مفاجأة وصولها للدور ربع النهائي قبل عامين، وهذه المرة فريقها أقوى لتحقيق مفاجآت أكبر. وستقام المباريات في أربعة ملاعب، حيث خضعت في باتا ومالابو لعمليات تطوير قبل أن تشترك غينيا الاستوائية في استضافة نهائيات 2012 مع الغابون، بينما شيدت ملاعب أصغر حجما في كل من إيبيبيين (بسعة ثمانية آلاف مقعد)، ومونغومو (بسعة 15 ألف مقعد) على الحدود الشرقية للبلاد، وستقام المباراة الافتتاحية بين البلد المنظم، غينيا الإستوائية والكونغو اليوم في ملعب باتا، التي يسبقها حفل الافتتاح، هذا الملعب الذي سيحتضن المباراة النهائية أيضا.