اتفقت الجزائروفنزويلا على تعزيز تنسيق الجهود من أجل توفير الشروط الكفيلة بتطهير سوق النفط العالمية وضمان أسعار مناسبة لصادرات المحروقات في ظل تدهور الأسعار. وأبرزا من جانب آخر الأهمية التي يوليانها لتعزيز دور الأممالمتحدة في حفظ السلم والأمن في العالم وإقامة علاقات دولية متوازنة وعادلة، معربين عن ارتياحهما الكبير لوضع العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها وكذا تطابق وجهات نظريهما حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية. وأشار البيان المشترك الذي توج زيارة الرئيس الفنزويلي للجزائر من 12 إلى 15 جانفي الجاري، إلى أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، اتفقا على تعزيز تنسيق الجهود من أجل توفير الشروط الكفيلة بتطهير سوق النفط العالمية، كما أكدا بالمناسبة على الدور المنوط بمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيب) كقوة تضمن استقرار أسعار النفط لتصحيح الاختلال الذي تعرفه سوق المحروقات، "والتي تؤثر على نمو الاقتصاد العالمي وآفاق التنمية لبلدان الجنوب". وكان الرئيس الفنزويلي قد أشاد عقب محادثاته مع الرئيس بوتفليقة بجهود الجزائر الرامية إلى التوصل إلى حل توافقي لمشكل انخفاض أسعار النفط، مثنيا على الجهود التي تبذلها الجزائر ودعمها للتوجه نحو هذا الاتجاه وكذا لمساعدتها البلدان، سواء كانت داخل منظمة الأوبيب أو خارجها من أجل التوصل جميعها إلى توافق حول هذا الموضوع. كما أكد السيد مادورو موروس بان الجزائروفنزويلا لن تتركا المجال مفتوحا "أمام أولئك الذين يريدون إفشال العمل الذي تم منذ عديد السنوات والاستيلاء على تراثنا وثرواتنا ومواردنا الطبيعية مثل النفط". وقد أطلع الرئيسان بعضهما البعض على الأوضاع الداخلية للبلدين، حيث سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بارتياح الخطوات التي قطعتها فنزويلا نحو التقدم، وأبى بهذا الصدد إلا أن يذكر بالدور التاريخي للقائد الأعلى للثورة الفنزويلية الرئيس، هيغو شافيز وتأثيره في الاندماج السياسي والاقتصادي لأمريكا اللاتينية، مبرزا أن ذكراه وإنجازاته ستبقى خالدة في قلوب الفنزوليين وأمريكا اللاتينية والعالم بأسره. من جهته، أشاد الرئيس نيكولاس مادورو موروس بالمبادرات والإصلاحات الداخلية التي باشرتها الجزائر خلال السنوات الماضية، وهنأ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التقدم المحرز في طريق تعزيز المكاسب الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والرقي الاجتماعي وترسيخ دولة القانون واستقرار المؤسسات السياسية في الجزائر، كما نوه بالجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر من أجل مكافحة الإرهاب وإرساء السلم والاستقرار في إفريقيا وفي العالم. وتطرق الرئيسان خلال محادثاتهما إلى وضع العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها في كل الميادين لاسيما الطاقة، فيما سجلا لدى تطرقهما للوضع في منطقتيهما وفي العالم بارتياح تطابق وجهات نظريهما حول مجمل القضايا المستعرضة. إشادة بالتزام الأممالمتحدة بتسوية عادلة لنزاع الصحراء الغربية من جانب آخر، أشادت الجزائروفنزويلا في بيانهما المشترك بالالتزام الثابت للأمم المتحدة لصالح تسوية عادلة ومستديمة لنزاع الصحراء الغربية تقوم على أساس حل سياسي يقبله الطرفان ويفضي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا لمبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة ولوائح الجمعية العامة ومجلس الأمن الأمميين، وأكدا دعمهما للجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، مشددين على أهمية حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية. كما جددت الجزائروفنزويلا دعمهما الثابت للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس وأدانا كل عمل يرمي لرهن حظوظ تسوية تفاوضية للقضية الفلسطينية. فنزويلا تشيد بجهود الجزائر لتسوية الأزمتين المالية والليبية كما أشاد الرئيس الفنزويلي بجهود الجزائر الرامية إلى إيجاد حل للأزمة في مالي وما تباشره في نفس التوجه في ليبيا. وجاء في البيان المشترك بأن الرئيس مادورو موروس الذي أشاد بترأس الجزائر للوساطة من أجل تسوية الأزمة السياسية العسكرية السائدة في منطقة شمال مالي، أكد دعمه لمسار المصالحة في مالي بدفع من الوساطة الجزائرية، معربا عن تفاؤله بخصوص تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الوساطة بالنظر للأشواط التي تم قطعها في الحوار الشامل الذي تمت مباشرته بالجزائر في جويلية 2014 على درب إبرام اتفاق سلام شامل لتسوية النزاع في مالي. وعن مستجدات الوضع في ليبيا، نوه الرئيس الفنزويلي بجهود الرئيس بوتفليقة الرامية إلى لمّ شمل الأشقاء الليبيين "باستثناء الجماعات الإرهابية المعروفة بهذا الوصف"، ومرافقتهم في مسار التسوية السلمية الجامعة، حفاظا على الوحدة الترابية لبلدهم وسلامته وسيادته ومن أجل إقامة الدولة الديمقراطية التي ينشدونها. وأبرز قائدا البلدين الانعكاسات الوخيمة التي قد تنجر على تدخل خارجي في النزاع الليبي، سواء بالنسبة للبلد المعني أو على كامل المنطقة، مؤكدين دعمهما للجهود المبذولة لتفادي كارثة جديدة للشعب الليبي. على صعيد آخر، أبدى الرئيسان بوتفليقة وموروس تمسكهما بالمبادئ المؤسسة لحركة عدم الانحياز وأهدافها، مبرزين ضرورة تعزيز دورها حتى تواكب المسائل المتعلقة بالسلم عبر العالم، وتكون طرفا فاعلا في مراجعة آليات صنع القرارات الدولية من أجل تسوية النزاعات والحكامة العالمية في جميع المجالات، فيما أعرب الرئيس بوتفليقة بالمناسبة عن يقينه بأن رئاسة فنزويلا المقبلة لحركة عدم الإنحياز ستساهم في هذا الطموح. وفي سياق متصل، جدد الرئيس بوتفليقة تهانيه للرئيس الفنزويلي لانتخاب بلده كعضو غير دائم بمجلس الأمن لفترة 2015-2016، معتبرا أن فنزويلا ستكون من دون شك ممثلا فاعلا وملتزما لصالح بلدان الجنوب لدى هذا الجهاز الأممي. وقد غادر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو موروس أول أمس الجزائر العاصمة بعد اختتام زيارة الدولة التي أجراها بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والتي اعتبرها "مثمرة وإيجابية"، موضحا بأن اللقاءات التي جمعته بالرئيس بوتفليقة والوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة ستسمح للبلدين ببذل كل الجهود من أجل التوصل إلى حل جيد يخدم الجميع.