رسم مركب تيقنتورين الغازي الذي يواصل نشاطاته في هدوء تحديا جديدا يكمن في الإسهام بقدر أكبر في التنمية المحلية على المدى الطويل. وقد طويت صفحة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الموقع في 16 جانفي 2013 بحيث يعكف مسؤولو وعمال المركب - الذي يشتغل بأكثر من 75% من طاقته - على الحفاظ على الوتيرة من أجل الوفاء بوعدهم ببلوغ إنتاج بطاقة كاملة. وأكد مدير الشركة المختلطة سوناطراك ”بي بي ستاتويل” الذي يشغل المركب السيد، سليمان بن معازو بأنه سيتم قبل نهاية جوان المقبل تشغيل وحدة الإنتاج الثالثة التي تضررت أكثر من الاعتداء، مشيرا إلى أن طموحات هذه المنشأة التي تعتبر رمز الصمود الاقتصادي للبلد أمام التهديد الإرهابي، أكبر وهي تتعدى إعادة تشغيل هذه الوحدة، كما يظهر في برنامج التطوير الجديد الذي أقرته الشركات الثلاث والذي بدأ يعطي أكله. وأوضح سليمان بن معازو أن البرنامج الجديد يقضي بإنجاز وحدة لضغط الغاز بغية رفع حجم الغاز ومشتقاته (الغاز المكثف وغاز البترول المميع)، فضلا عن نظام لمعالجة واسترجاع المياه المستعملة والزيتية التي تستغل حاليا في ري المساحات الخضراء داخل قاعدة الحياة للمركب. كما أكد مدير الشركة أنه ”لا يتم إلقاء أي نوع من نفايات صناعية ناجمة عن المركب في الطبيعة على حالها”، مضيفا أن التقنيات المستعملة في هذا المجال أكسبت مركب تيقنتورين شهادة المنظمة الدولية للمعايير ”إيزو” 14001 الخاصة بحماية البيئة. كما سيمكن رفع حجم الغاز المنتج من الاستجابة لطلب السلطات المحلية الخاص بتموين مدينتي إليزي وإن أمناس بالغاز الطبيعي وغاز المدينة. وبعد إعادة تشغيل الوحدة الثالثة ودخول وحدة ضغط الغاز حيز الخدمة، يتوقع بلوغ المصنع إنتاج 17,5 مليون متر مكعب يوميا، فضلا عن أكثر من 2000 طن يوميا من الغاز المكثف وحوالي 1900 طن من غاز البترول المميع، كما برمج خلال السنة الحالية برنامج خاص بحفر حوالي 20 بئرا لبلوغ هذا الهدف. المساهمة في تحسين ظروف معيشة السكان المحليين ومن شأن هذا المشروع رفع حجم الإنتاج كما سيمكن المركب من تزويد مدينتي إليزي وإن أمناس حسبما أكده مسؤول الشركة، الذي أضاف أنه تم الشروع في الأشغال على مستوى الموقع لتجسيد هذا الهدف ليتم الانتهاء منها شهر سبتمبر المقبل. ويتعلق الأمر بعملية ربط في شكل ”T” تهدف إلى ربط الغاز المنتج والمعالج من طرف مركب تيقنتورين لتموين هاتين المدينتين، وكذا محطة توليد الكهرباء التي تجري أشغال إنجازها بعاصمة الولاية. ويهدف مركب تيقنتورين من خلال هذه العملية حسب نفس المسؤول إلى ”المساهمة في جهود التنمية المحلية وتحسين الظروف المعيشية للسكان”. من جهة أخرى، ومن أجل ترشيد استعمال الطاقة، يتم تزويد الآبار بالكهرباء المولدة انطلاقا من الطاقة الشمسية. ويعد مدرج الطائرات المهيأ داخل الموقع من بين مكاسب هذا المركب الغازي الذي يؤمن خُمس الصادرات الجزائري حيث تنظم أربع رحلات يوميا عبر طائرات صغيرة ومتوسطة. وغير بعيد عن المصنع، توجد قاعدة الحياة التي يوجد بها أكثر من 1400 عامل من جزائريين وأجانب من حوالي 30 بلدا، والتي استفادت من عملية تجديد خاصة الفضاءات الخضراء ووضع تجهيزات رياضية جديدة لفائدة العمال. وتجدر الإشارة إلى أن قاعدة الحياة بتيقنتورين كان قد أطلق عليه اسم ”محمد لحمر”، عون الأمن الذي أطلق صفارات الإنذار من أجل حماية العمال والمنشآت. وتتواصل عودة العمال الأجانب وفق تقدم أشغال تهيئة الموقع، في حين تم تعزيز الإجراءات الأمنية.