اهتزت دائرة يسر بولاية بومرداس صباح أمس، على وقع اعتداء إرهابي استهدف ثكنة عبان رمضان لمصالح الدرك الوطني، حيث كانت تحتضن امتحانات الالتحاق بصفوف الدرك الوطني لصالح المتحصلين على شهادات البكالوريا والليسانس، وأشارت الحصيلة الأولية لوزارة الداخلية والجماعات المحلية الى وفاة 43 شخصا وجرح 45 من بينهم سبعة دركيين في الوقت الذي سجل فيه وفاة دركي واحد ورضيع كان بحافلة نقل المسافرين المارة أمام الثكنة وقت حدوث الانفجار. مسرح الجريمة كان غارقا في الظلام عند الالتحاق به فالكل هنا يتحدث على بشاعة الجريمة التي راح ضحيتها شباب جامعي كانوا في رحلة البحث عن منصب عمل عددهم كان يتراوح حسب شهادة السكان بين 60 و80 مترشحا قدموا من مختلف ولايات الوطن للاطلاع على النتائج الأخيرة لامتحانات الالتحاق بصفوف الدرك الوطني، حيث اصطفوا منذ الساعات الأولى من الصباح أمام مدخل ثكنة عبان رمضان التي تعتبر ملحقة للمدرسة العليا للدرك الوطني بيسر في انتظار أن تفتح أبواب الاستقبال لتباغتهم سيارة مفخخة من نوع "تويوتا هيليكس" لتنفجر عند المدخل محدثة ثقبا كبيرا وأضرارا بليغة في جدار الثكنة، في الوقت الذي أصيب كل المترشحين بالإضافة إلى ركاب حافلة لنقل المسافرين ما بين الولايات وسيارة سياحية من نوع "بوجو307 " كانت تقل عائلة مكونة من الأب والابن والأم، حيث وجدت مصالح الحماية المدنية صعوبة كبيرة في إخراج الضحايا من السيارة التي تفحمت عن آخرها. وزير الدولة ووزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني، الذي زار مكان الاعتداء رفقة قائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة والمدير العام للحماية المدنية السيد مصطفى لهبيري، صنف الاعتداء الإرهابي ضمن المحاولات الأخيرة للجماعات الإرهابية التي اتخذت من جبال ولايات كل من تيزي وزو وبومرداس، تبسة وجيجل معقلا لها لصعوبة التضاريس، مشيرا إلى أن نشاطها انحصر في المحاولات الارتجالية لخلق الفوضى وسط السكان وهو ما يعكس ذلك الصراع الداخلي بين قيادات العصابات الإرهابية التي تواجه مشاكل عديدة مع أتباعها، حيث وصلت إلى طريق مسدود وتسعى من خلال هذه العمليات إلى رفع معنوياتهم، مضيفا "ما علينا حاليا إلا التحلي بالحيطة والحذر". ولدى اطلاع ممثل الحكومة على حجم الخسائر ووضعية العائلات القاطنة بالمباني المجاورة والمتضررة من هذا التفجير الإرهابي، أكد وقوف الدولة الى جانبهم بكل الإمكانيات، مجددا موقفها في مثل هذه العمليات الإجرامية التي تستهدف المدنيين والتي تعتبر دليلا على درجة اليأس التي وصلت إليها هذه الجماعات الإجرامية بعد رفض الشعب دعمهم ومساندتهم، وأكد وزير الداخلية أن هذه العصابات محاصرة يوما بعد يوم والدولة ماضية نحو القضاء النهائي على كل الجماعات الإرهابية، فالحل الوحيد أمامهم يبقى تسليم أنفسهم، كما تنقل الوزير والوفد المرافق له الى مستشفى برج منايل لتفقد ومؤازرة المصابين، علما انه تم توزيعهم على مستشفيات الثنية، بومرداس، الرويبة والعاصمة حسب خطورة إصابتهم. ومن جهته وصف الأمين العام للاتحاد الوطني للعمال الجزائريين السيد سيدي السعيد الذي زار موقع الاعتداء ساعات فقط بعد وقوعه ب "الهمجي وغير المقبول"، مصرحا أن مثل هذه المحاولات لا تخيف الجزائريين ولن تعطل عمل السلم والتنمية المحلية للوطن، لأن مكافحة الإرهاب لا يزال متواصلا لتبقى الجزائر مستقرة. ويذكر أن الاعتداء تسبب في تخريب مبنى عن آخره وإلحاق أضرار بليغة في مبنى ثاني وقد تم نقل العائلات الى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابتهم بجروح خفيفة إثر انهيار سقف البناية، في حين أصيب حوالي عشرون مسافرا آخر كانوا على متن حافلة لنقل المسافرين ما بين تيزي وزو ووهران حيث تحطمت النوافذ عن آخرها بعد أن وقع انفجار السيارة خلفها في حين سجلت بها حالة وفاة واحدة لرضيع، وفي الجهة المقابلة لمدخل الثكنة تفحمت سيارة عن كاملها حيث يشير بعض الشهود أن صاحبها ركنها في انتظار قدوم ابنه الذي ترجل إلى أحد المحلات لكن القدر شاء أن يعيش الابن وحيدا بعد وفاة الأب والأم والأخ.