ينظم مركز الدراسات الأبرشية بالجزائر يوم الواحد والعشرين من فيفري الجاري ندوة فكرية عن المفكر الراحل عبد المجيد مزيان بعنوان ”المفكر ورجل الإيمان والحوار، إثارة مسار”، تشارك فيها كوكبة من الباحثين والمثقفين الذين سيستعرضون تراثه الفكري الذي يبقى علامة في تاريخ الفكر المعاصر عبر العالم. يتضمن برنامج الندوة الذي ينطلق في حدود الثالثة زوالا، مداخلة للسيدة كريمة بن يلس بعنوان ”عبد الحميد مزيان، قناعات رجل متبصر” ويتم أيضا عرض الأرشيف السمعي للراحل منها محاضرة بعنوان ”جاك بارك والإسلام”، قدمها للتلفزيون الجزائري سنة 1988، وينشط المداخلة الثانية الأستاذ والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي وعنوانها ”عبد المجيد مزيان، الاجتهاد من أجل الحرية”، كما سيتم تقديم شهادات مسجلة لموريس بورمانس. ودائما في إطار التسجيلات الصوتية للراحل مزيان، ستقدم مداخلة له عنوانها ”رؤى عن المجتمع الجزائري”، قدمت سنة 2000. ويقدم من جهته الأستاذ زهير مزيان تدخلا خاصا ب«بعض التوضيحات عن فكر عبد المجيد مزيان”، ويقدم السيد هنري تيسيي أسقف الجزائر السابق مداخلة عن ”عبد المجيد مزيان والعلاقة الإسلامية المسيحية” لتفتح بعدها المناقشة مع الحضور. للتذكير، سجل المفكر عبد المجيد مزيان (من مواليد سنة 1926 والمتوفي سنة2001)، حضوره على الساحة الثقافية والسياسية في جزائر الاستقلال بأحرف من ذهب، كما كان منذ شبابه اليافع مناضلا شرسا انضم مبكرا إلى صفوف الثورة التحريرية، كما كان أيضا الصوت الأول الذي صدح في إذاعة ”الجزائر الحرة المكافحة” باسم صلاح الدين. شغل الراحل مناصب عليا في جهاز الدولة الجزائرية منها واليا لمنطقة الساورة من سنة 1962 حتى 1963، ثم واليا لوهران سنة 1963، ثم مدير ديوان الرئاسة من 1963 إلى غاية 1965، فعميدا لجامعة الجزائر من 1980 إلى غاية1981، ثم وزيرا للثقافة والسياحة من 1982 حتى 1986، إلى أن عين على رأس المجلس الإسلامي الأعلى من 1998 إلى غاية 2001. كان الراحل فيلسوفا ومنظرا وعالم اجتماع، درّس الفلسفة وعلم الاجتماع في العديد من الجامعات والمدارس الكبرى منها جامعة الجزائر، وهران وتلمسان والمدرسة العليا للإدارة بالجزائر والمدرسة العليا للأساتذة وبالأكاديمية العسكرية لشرشال، كما أسس الراحل قسم الفلسفة بجامعة الجزائر وشغل وظيفة مفتش عام للفلسفة طوال عشرية السبعينيات. ترك الراحل عدة مؤلفات منها ”دراسة فلسفية واجتماعية عن النظريات الاقتصادية عند ابن سند” صدرت سنة 1981، من كتاباته أيضا ”النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون”، كما تناول الراحل مسألة الإشكاليات الاقتصادية والسياسية والثقافية في الإسلام. عمل الشيخ مزيان في الإعلام من خلال الحصص التي كان ينشطها والمتعلقة دوما بالفلسفة والفكر الإسلامي، منها حصة إذاعية بثت في السبعينيات بالاشتراك مع الراحل شريط و”معرفة الإسلام” من سنة 1994 حتى 1998 وحصة ”الجليس” التلفزيونية سنة 1997. كان الراحل أيضا عضوا في العديد من الهيئات العلمية والأكاديميات والمنشورات منها الخاصة بوزارة الثقافة ومجلة الكتاب الصادرة عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وفي ”الثورة الإفريقية” ومجلة المجلس الإسلامي الأعلى. يذكر عن الراحل أنه كان السباق منذ سنوات الستينيات للالتزام بترقية الحوار الإسلامي المسيحي جنبا إلى جنب مع علماء الإسلام ومع المفكرين المسيحيين منهم لوي قاري وجورج أناواتي وجاك بارك وكذا محمد عزيز لحبابي وموريس بورمانس، وبالتالي كان عضوا في هيئة تحري مجلة ”إسلامو كريستينا” في سنة 1975 وطيلة السبعينيات أدار العديد من الدورات المتضمنة محاضرات بمعهد ب”ونتيفيكال” للدراسات بروما.