تزخر بلدية الرايس حميدو التي لا تبعد عن العاصمة إلا ببضع كيلومترات، بموقع استراتيجي هام، كونه يختزن ثلة من المعالم التاريخية التي تعكس حضارتنا، كما أنها تضم عددا من المواقع الأثرية التي ولدت من رحم إرثنا وتراثنا الأصيل، فمن روعة وجمالية شريطها الساحلي، تمخض 12 شاطئا على مساحة قدرها 1800م2، وهذا في الوقت الذي تبلغ فيه مساحة البلدية 8 كلم2 ذات كثافة سكانية تتجاوز ال 30 ألف نسمة... ولعل من بين أشهر المعالم التاريخية بالمنطقة، قصر الأميرة الفرنسية المعروف حاليا بقصر " لا فيجيه"، وكذا النادي البحري الذي كان في وقت مضى قبلة عشاق القرطاس والقلم، ومحط إقبال هواة الفن بمختلف ضروبه والملقب سابقا ب "كازينو"، والذي تم تحويله حاليا الى مصلحة للأمن العمومي، وتعد الأحصنة الثلاثة المخصصة للدفاع البحري آنفا، وكذا الأحصنة البحرية السبعة المجاورة لها، شاهدا على أهم المحطات التاريخية التي جرت أحداثها على ركح مسرح المنطقة، فضلا عن قصر الرايس حميدو الذي شهد أول مقاومة شنت ضد البرتغال، وكذا المعلم التاريخي الذي ضم لقاء القادة الستة لمؤسسي الثورة التحريرية المظفرة المنبثق من اللقاء المنعقد يوم 23 أكتوبر 1945 ب"الرايس حميدو"، حيث تم تقسيم الجزائر الى خمس مناطق عسكرية، ناهيك عن معلم بوقشورة الكائن بشارع بشير بيديدي الذي يعد رمزا تاريخيا لوحده. ومن جهتها، تطالب مصالح بلدية الرايس حميدو وعلى لسان رئيسها، السلطات المعنية، بتوفير الإمكانات اللازمة من أجل المحافظة على هذه المعالم التاريخية، وكذا رد الاعتبار للمواقع الأثرية التي تزخر بها البلدية، لاسيما استرجاع مكانتها الضائعة وقيمتها الحقيقية، حتى لا يندثر هذا الإرث الأصيل وينصهر في خضم العصرنة والمستجدات الحاصلة.