ترى عزيزة عنو أستاذة التعليم العالي بجامعة الجزائر "2" بأن المخدرات تحولت إلى ظاهرة نفسية اجتماعية خطيرة لا تهدد الفرد المدمن فحسب، بل تمس كل كيان المجتمع، وقالت على هامش مشاركتها في اليوم الدراسي حول المخدرات، بمحاضرة تحت عنوان؛ "المخدرات أسبابها، دوافعها، وآلياتها الوقائية"، بأن توفر المخدرات في المجتمع الجزائري دفع الباحثين عنها إلى معالجة كل مشاكلهم بها حتى وإن كانت بسيطة، ولعل من جملة هذه المشاكل مختلف صور الصراعات بين الوالدين والمراهقين الذين يجدون صعوبة في التواصل مع ذويهم، وأزمة العنوسة، الفراغ والبطالة ورفاق السوء، الأمر الذي جعل نسبة الإدمان على المخدرات تطال عددا كبيرا من الشباب. تحول الإدمان، حسب الأستاذة عزيزة، إلى وسيلة يتم الاعتماد عليها للهروب من الواقع المعاش، وإن كان يبدأ في أول الأمر بالتجريب طبعا بعد مرافقة أصدقاء السوء فإنه سرعان ما يتحول إلى نشوة هذه الأخيرة، ومع الأيام تتطور لتتحول إلى إدمان يجعل الفرد يرفض الاستيقاظ منه حتى لا يصطدم بالواقع الذي برأيهم لا يتغير، من أجل ذلك نجد عددا من المدمنين يتجنبون العلاج، وحول سبل الوقاية من هذه الآفة، فإن الأستاذة عزيزة ترى أن الأسرة هي المسؤول الأول وأنها لم تعد تؤدي دورها كما يجب، رغم أن العبء الأكبر في الحماية من هذه الآفة الخطيرة يتحمله الوالدان، وأمام هذا تقول: "أقترح تمكين الأولياء من دورات تكوينية يتم فيها تعليمهم السبل والاستراتيجيات التربوية المتاحة التي تمكنهم من تأمين حاجز وقائي يحمي كل أفراد الأسرة من الوقوع ضحية لهذه الظاهرة الخطيرة". وفي ردها عن سؤالنا حول مدى نجاعة تكوين الأولياء، قالت حقيقية هناك بعض الأسر الجزائرية التي تعاني العديد من المشاكل والضغوطات الاجتماعية والمادية التي جعلتها تغفل دورها، يكفي فقط الحديث عن خروج المرأة للعمل الذي خلق فراغا كبيرا أضر تماسك الأسرة بمفهومها التقليدي. وما أود التأكيد عليه هو أن "المخدرات حقيقة ظاهرة خطيرة، لكن هذا لا يعني أننا لا يمكن أن نضع حدا أمام انتشارها، يكفي فقط التأكيد على مسألة التوعية التي ينبغي أن تبدأ مبكرا من الأسرة، طبعا مع الاستعانة بالوسائل التكنولوجية المتاحة لجعل المعلومة بسيطة وواضحة.