قدّم مسؤولو المجمع الإسباني "أكويدوس" و«المراقبة التقنية للبناء للشرق" المكلفون بالإشراف على مشروع ترميم النسيج العمراني القديم لمدينة سكيكدة، بحضور الهيئات المعنية بالمشروع مؤخرا، عرضا شاملا لتقريرهم الأولي على المسؤول الأول عن الولاية، الذي ركز على مدى تقدم الدراسة الخاصة بتشخيص الإجراءات الاستعجالية الواجب اتخاذها لضمان مساهمة السكان والقاطنين في إنجاح العملية التي ستمس في مرحلتها الأولى شارع ديدوش مراد المعروف بشارع الأقواس، الذي يضم في مجمله 604 سكنات و508 محلات تجارية. وحددت هذه الدراسة التي بلغت نسبة إنجازها 50 بالمائة، إجراءات التدخل اللازمة في أجل لا يتعدى 90 يوما، خاصة تحديد الطرق التقنية التي يجب اتباعها لتثبيت البنايات وحصر أسباب اهترائها لضمان سلامة السكان والمارة على حد سواء، علما أن المصالح التقنية أجرت قياسات جيومترية على البنايات، مكنتها من معرفة وبدقة خصائص كل بناية وتشخيص حالتها، ومنه إخضاعها لعملية الترميم، حسبما تتطلبه وضعية كل عمارة. كما يعكف المجمع الإسباني حاليا على إعداد دفاتر الشروط المرتقب تسليمها للمعنيين بالأمر قبل 20 أفريل 2015. وأكد والي سكيكدة في هذا الإطار، بالأهمية القصوى التي يشكلها هذا الملف على المستويين المحلي والمركزي، خاصة بعد أن تم إدراجه ضمن أولويات برنامج عمله، باعتبار شارع ديدوش مراد القلب النابض للمدينة، مشددا بالمناسبة على ضرورة التنسيق بين مختلف القطاعات من أجل تحديد مواقع مختلف الشبكات وإنشاء مخططات خاصة بها. حيث لم يفوت هذه الفرصة للحث على ضرورة تكوين إطارات محلية من تقنيين ومهندسين لتدعيمهم بالكفاءة اللازمة والتكفل مستقبلا بعمليات ترميم البنايات القديمة في حالة تكليفهم بإنجاز مشاريع مشابهة. للإشارة، رصد لعملية ترميم النسيج العمراني القديم لمدينة سكيكدة الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية الأولى، في جزئها الأول، غلاف مالي قدر بأكثر من 145 مليار سنتيم.