صارت وضعية العمارات القديمة الواقعة على طول الشارع الرئيسي "ديدوش مراد" أو (شارع الأقواس)، وسط مدينة سكيكدة، محل حديث السكان منذ الأيام الأخيرة، خاصة بعد تعرض جزء من سقف البناية رقم 85 لتهدم شبه كلي، مما دفع بالسلطات المحلية، وكإجراء وقائي، إلى غلق جزء من الأروقة الممتدة على طول البناية التي تهدمت بفعل رداءة الأحوال الجوية الأخيرة، وأجبر التجار من خلالها على غلق محلاتهم، وهم في حالة قلق كبير إزاء توقف مصدر رزقهم، مبدين تخوفهم من استمرار الوضعية لفترة أطول. كما حذرت بعض العائلات القاطنة قرب البناية المهددة بالانهيار من مغبة أن تؤثر حالات الانهيار الجزئي لتلك العمارة المجاورة على سكناتها، لاسيما أنها قديمة وهشة، كما وقفنا على ذلك في عين المكان، بما فيها الأعمدة التي تستند عليها كل سكنات أروقة "ديدوش مراد" التي أضحت هي الأخرى تتعرض للتآكل والاهتراء. ويناشد السكان الجهات المسؤولة الشروع في عملية ترميم ما يمكن وفي أقرب وقت، مع ترحيل السكان الذين توجد سكناتهم في وضع لا تحسد عليه. وسبق لوالي سكيكدة السيد فوزي بن حسين أن أعلن أمام أعضاء المجلس الشعبي الولائي المنعقد في دورته العادية الثانية لسنة 2014، أن الحكومة وافقت على منح الدراسات المدمجة لترميم البنايات القديمة في مدينة سكيكدة بالتراضي البسيط لفائدة المجمع الجزائري الإسباني "CTC EST-AQUIDOS" ، ومنه فإن هذه الشركة الجزائرية الإسبانية التي أسندت إليها عملية إجراء الدراسة التقنية على الشارع الرئيسي "ديدوش مراد" كمرحلة أولى تماما على منوال الدراسة التي أجرتها على البنايات القديمة في مدينة برشلونة الإسبانية، ستعتمد - حسب مسؤوليها- على إدخال تقنيات رقمية متطورة للغاية في إعداد الدراسة التقنية على البنايات الواقعة على طول شارع الأقواس، مع إعداد تشخيص أولي دقيق لحالة المباني ودرجة الاهتراء والكشف عن الطريقة التي بنيت بها هذه الأخيرة ومدى تقدم تدهور الأساسات والجدران. مع العلم أن ولاية سكيكدة استفادت من مبلغ مالي إجمالي يقدر بمليار ونصف مليار دينار خصص لإعادة تأهيل 3000 سكن قديم، ستمس أساسا سكنات الشارع الرئيسي "ديدوش مراد" والحي "النابوليتاني" وسكنات الأحياء القديمة الواقعة في "زقاق العرب" و"السويقة" والتي يعود أغلبها إلى الحقبة الاستعمارية الأولى، أي بين القرنين ال18وال19. للتذكير، توجد على طول شارع "ديدوش مراد" المعروف بالأقواس، 104 بناية كلها تستدعي إعادة تهيئتها من أجل الحفاظ على التراث المعماري القديم الذي تتميز به سكيكدة، بالاعتماد على الخبرة الدولية الفرنسية والإسبانية والإيطالية وعلى التكنولوجيات الحديثة المعتمدة أساسا في عمليات إعادة تأهيل البنايات المهددة بالانهيار.