دخلت العلاقات الروسية الأوروبية امس منعرجا حاسما بعد قرار السلطات الروسية الاعتراف باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية عن جورجيا واقامة علاقات دبلوماسية طبيعية معهما. واعطى الرئيس ميدفيديف لوزير خارجيته سيرغي لافروف أمس الأمر بالشروع في اقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع هاتين الجمهوريتين. وبرر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قرار الاعتراف بالتطورات التي خلفها التدخل العسكري الجورجي في أوسيتيا الجنوبية وأكد انه كان يتعين اتخاذ قرار مناسب وبما املته رغبة وارادة الشعبين الاوسيتي والابخازي ولذلك فقد وقعت على مراسيم اعتراف روسيا بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. ودعا الرئيس الروسي دول العالم الأخرى إلى الاعتراف بهاتين الجمهوريتين وقال انه قرار ليس بالسهل ولكنه ضروري من اجل حماية أرواح الناس في هذين البلدين. واتهم الرئيس الروسي في تصريح ادلى به امس ان جورجيا اختارت يومي السابع والثامن من الشهر الجاري بقيامه بالهجوم العسكري على اوسيتيا الجنوبية واختار ميخائيل سكاشفيلي الجريمة لتحقيق أهدافه السياسية"، في إشارة الى القرار الجورجي بشن هجوم على أوسيتيا الجنوبية. وأكد أن الرئيس الجورجي اجهض كل محاولات من اجل اقامة تعايش سلمي بين الابخازيين والاوسيتيين والجورجيين في اطار دولة واحدة . يذكر ان البرلمان الروسي كان طالب الرئيس ميدفيديف الاسبوع الماضي بالاعتراف باستقلال هاتين الجمهوريتين . ويعد القرار الروسي بمثابة رد فعل مباشر على القرار الامريكي ومختلف الدول الاوروبية الاخرى التي اعترفت باستقلال اقليم كوسوفو عن صربيا قبل ستة أشهر رغم الرفض والتهديدات التي ابدتها روسيا على قرار الاستقلال الاحادي الجانب من طرف السلطات الكوسوفية. ووصف قادة جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية اعتراف روسيا بالتاريخي بالنسبة لشعبي بلديهما. وقال ادوارد كوكيتي رئيس جمهورية اوسيتيا الجنوبية ان روسيا انقذتنا من مجزرة جورجية حقيقية في اشارة الى الهجوم العسكري الجورجي على جمهوريته في السابع من الشهر الجاري. واضاف انه ردا للجميل فان بلاده مستعدة لاستقبال قاعدة عسكرية للقوات الروسية فوق اراضي جمهوريته واكد ان القرار النهائي يعود الى السلطات الروسية. وضمن ردود الفعل الدولية التي بدأت تتهاطل على القرار الروسي وتبعاته، وصفت وزيرة الخارجية الامريكية كونولزا رايس امس قرار الاعتراف الروسي بالمؤسف. واستنكرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل استنكرت القرار الروسي ووصفته بغير المقبول ويتعارض مع القانون الدولي ومع مبادئ الوحدة الترابية والقانون الأساسي للحق الدولي للشعوب . وهو الموقف الذي عبرت عنه فرنسا التي تأسفت لقرار موسكو وأكدت على ضرورة احترام الوحدة الترابية لجورجيا. وكان الرئيس الفرنسي الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي دعا قبل أيام إلى عقد قمة أوروبية بداية الشهر القادم لبحث التطورات الحاصلة في منطقة القوقاز. ومستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بعد النزاع المسلح الذي عرفته جورجيا وأوسيتيا. ورفضت السلطات البريطانية من جهتها القرار الروسي وأكدت سيادة جورجيا على هاتين الجمهوريتين. وأكد الناطق باسم الخارجة البريطانية ان القرار الروسي يتعارض مع التعهدات الروسية التي سبق ان اتخذتها في العديد من المرات في اطار استصدار لوائح مجلس الامن الدولي وبما لا يساعد على احلال الاستقرار والسلام في منطقة القوقاز.