أثارت خطط روسية لإقامة قواعد برية وبحرية في إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللذين اعترفت ووسيا بانفصالهما عن جورجيا بعد حرب القوقاز الأخيرة استياء الولاياتالمتحدة التي رأت فيها خرقا لوقف إطلاق النار. وفي الوقت ذاته, أجرت روسيا والحلف الأطلسي أمس محادثات بميونيخ بشأن هذه الخطط لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق. وفي أوت 2008 ردت القوات الروسية هجوما جورجيا على أوسيتيا الجنوبية واحتلت مناطق داخلية وساحلية بجورجيا قبل أن تنسحب بمقتضى اتفاق لوقف النار توسط فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وفي نهاية الشهر نفسه أعلن البرلمان الروسي اعترافه باستقلال الإقليمين عن جورجيا. وفي وقت لاحق قرر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تبادل السفراء مع الجمهوريتين الانفصاليتين. بيد أن الولاياتالمتحدة وحلفاء جورجيا الغربيين رفضوا الأمر الواقع الروسي واعتبروا أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ستظلان جزءا لا يتجزأ من جورجيا بموجب القانون الدولي. ووفقا للخارجية الأمريكية, تشمل الخطط الروسية إقامة قاعدة بحرية في ميناء أوتشامشير وقواعد للجيش في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بالإضافة إلى احتمال وجود طائرات مقاتلة. وقال المتحدث باسم الوزارة بالإنابة روبرت وود الجمعة, إن روسيا وافقت بعد حربها القصيرة مع جورجيا العام الماضي على إعادة قواتها إلى الأعداد التي كانت عليها قبل الحرب، وإلى مواقعها السابقة في منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وذكر وود أن "أحدث تعزيز تم إعلانه للوجود العسكري للاتحاد الروسي في منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية دون موافقة الحكومة الجورجية ينتهك بشكل واضح هذا الالتزام". ورأى المتحدث الأميركي أن هذه القواعد "ستخرق سيادة جورجيا ووحدة أراضيها" مضيفا أن روسيا ألزمت نفسها بتلك القواعد في قرارات مجلس الأمن الدولي. وكان وزير الخارجية الجورجي غريغول فاشادزي قد اتهم أمس روسيا بإرسال 27 طائرة مقاتلة إلى قاعدة جوية في أبخازيا. ورد متحدث عسكري أبخازي بالنفي, غير أنه رجح نشر الطائرات الروسية في أبخازيا مستقبلا.وفي مدينة ميونيخ الألمانية حيث يعقد مؤتمر دولي للأمن, صرح متحدث باسم حلف شمال الأطلسي أمس الجمعة بأن الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر ونائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي إيفانوف -اللذين تحادثا على هامش المؤتمر- "اتفقا على ألا يتفقا" بشأن خطط روسيا الرامية إلى إقامة قواعد عسكرية في جورجيا. وأضاف أن شيفر وإيفانوف تبادلا وجهات النظر, ووصف اللقاء بأنه كان صريحا للغاية لكنه أشار إلى عدم حصول تطابق للأفكار بين الطرفين. بدوره أكد المسؤول الروسي أنه وشيفر استخدما لغة مباشرة, لكنه أوضح أنه كان هناك تعارض في وجهات النظر في إشارة إلى موقف بلاده مع الحلف الأطلسي من جورجيا. وهذا اللقاء يعد أول اتصال على هذا المستوى بين روسيا والحلف منذ حرب القوقاز الأخيرة.