قررت ولاية الجزائر التكفل بتسيير كل شواطئها ال71 الصالحة للسباحة، التي يؤمها ملايين المصطافين كل سنة، وذلك تطبيقا لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية. شرعت ولاية الجزائر في التحضير لموسم الاصطياف، حيث وضعت "خطة محكمة" تشتمل على المقاييس المطلوبة في تحقيق راحة وأمن المصطافين، والقضاء على مختلف التصرفات والتجاوزات التي كان يفرضها بعض الأشخاص لابتزاز المواطنين، وفرض "هيمنتهم" على الفضاءات العمومية، كحجز الأماكن بنصب الشمسيات وحتى الخيم، وتأجيرها بمبالغ ضخمة، إلى جانب المبالغة في تسعيرة ركن السيارات. وقد أكد والي العاصمة السيد عبد القادر زوخ، أول أمس، خلال تفقده لبعض شواطئ غرب وشرق الولاية، أن الدخول إلى الشواطئ العاصمية سيكون مجانيا، ويستفيد المصطافون أيضا من عدة خدمات ومرافق بدون مقابل، حيث تم تسخير 12 مؤسسة ولائية للقيام مختلف المهام ذات الصلة براحة وأمن المصطافين، إلى جانب إشراك أفراد الحرس البلدي ب 09 شواطئ المعروفة من بين 16 شاطئا معروفا بالتوافد الكبير للمصطافين عليها - في عملية الحراسة ومرافقة أعوان أمن المؤسسات الولائية في مهامهم. غير أن العديد من الشبان بمختلف الشواطئ التي زارها الوالي لم يهضموا قرار مجانية الدخول إلى الشواطئ ومنع استئجار الطاولات والكراسي والشمسيات وركن السيارات -كما تعودا على ذلك منذ سنوات - حيث اعترض مجموعة من الشاب طريق الوالي بشاطئ سيدي فرج، وطالبوا بالعدول عن هذا القرار، الذي يقطع رزقهم خلال هذه الفترة التي تعد الوحيدة المواتية لهم لكسب قوتهم. لكن الوالي تحدث إلى بعضهم، ناصحا إياهم بكونه يسعى لتوظيفهم بشكل دائم، وذلك بإدماجهم في مختلف المؤسسات الولائية، وفي هذا الإطار أعطى تعليمات لرؤساء البلديات بتسجيل أسماء الشبان الراغبين في العمل، لكنه شدد اللهجة تجاه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن وسلامة المصطافين، قائلا: "لن نترك أحدا يعتدي على القانون"، "يجب أن تكون الدولة حاضرة بهذه المرافق"، وفي هذا الإطار أوصى أعوان الحرس البلدي بمحاربة كل التصرفات المخلة براحة وأمن المصطافين، ناصحا بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والشرطة، لفرض النظام وسلطة القانون. وفي هذا الصدد، تكفلت مؤسسة الأثاث والرفاهية بتجهيز الشواطئ بمراحيض ومرشات، إلى جانب ديوان الحظائر والرياضة والتسلية الذي يقوم بتوفير طاولات وكراسي وشمسيات، فضلا عن توفير الأنترنت من مؤسسة موبيليس، وكل ذلك بدون مقابل، فيما يكتفي المصطافون فقط بدفع 50 دج لركن السيارات، إلى جانب توفير مختلف المشروبات والمرطبات والأكلات الخفيفة بأسعار معقولة للمتوافدين على الشواطئ. ومن بين الإجراءات التي اتخذتها مصالح ولاية الجزائر لهذا الموسم، عن طريق مؤسساتها العمومية ذات الطابع الصناعي والاقتصادي، أنه تم تهيئة المنافذ والطرق المؤدية للشواطئ من طرف مؤسسة صيانة شبكة الطرق والتطهير "أسروت"، وكذا توفير الإنارة العمومية بالشواطئ من طرف مؤسسة إنجاز وصيانة الإنارة العمومية "إيرما"، كما يتم تنظيم حظائر ركن السيارات وتسييرها حصريا من طرف مؤسسة تسيير والنقل الحضري لولاية الجزائر، عبر كافة الشواطئ، فضلا عن توفير المراحيض وغرف تبديل الملابس والمرشات من طرف مؤسسة الرفاهية والأثاث الحضري لولاية الجزائر. ولأول مرة، يتم تجهيز بعض الشواطئ بالطاولات والكراسي والشمسيات مجانا للمصطافين، وهي مهمة أسندت لديوان حظائر الرياضة والتسلية وكذا الوكالة العقارية لولاية الجزائر، بالإضافة إلى توفير محلات جاهزة لبيع المشروبات والمرطبات والمأكولات الخفيفة طوال موسم الاصطياف، كما تم تكليف وكالة ترقية وحماية الساحل بوضع الإشارات التحسيسية والتوجيهية بالشواطئ، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية التي ستقوم بدورها بتسخير 650 عونا عبر كل الشواطئ ابتداء من الفاتح جوان الداخل، إلا أنه استثناء، تم نشر بعض هؤلاء الأفراد ابتداء من الفاتح ماي الجاري. إلى جانب ذلك، ستقوم مؤسستا النظافة "ناتكوم" و«إكسترانات" ومؤسسة حفظ الصحة والتطهير "إيربال" وكذا مؤسسة تنمية المساحات الخضراء "أوديفال" من جهتها بكل العمليات التحضيرية المتعلقة بنظافة الشواطئ ورفع القمامة وفق برنامج زمني مكيف وتهيئة المساحات الخضراء ومحاور الطرق المودية إليها. ولم تغفل مصالح ولاية الجزائر الجانب التثقيفي والترفيهي في معادلة الاصطياف، حيث ستتكفل مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر بتسطير برنامج خاص للأطفال في النهار وللعائلات أثناء السهرات الصيفية، إلى جانب ذلك شرعت ولاية الجزائر بالتعاون مع مؤسسة "اتصالات الجزائر" بتوفير شبكة الانترنت بواسطة "الويفي" ب 16 شاطئا، مع تمديد هذا العمل ليشمل فضاءات أخرى بسرعة تدفق تصل إلى 400 ميغا أوكتي، حيث تسلم بطاقات للمصطاف مقابل تقديم بطاقة الهوية للتسجيل والحصول على كلمة المرور، وستحمل هذه الشبكة تسمية "ولاية الجزائر". كما كشف والي العاصمة الذي زار شاطئ البهجة بعين البنيان، سيدي فرج باسطاوالي، الشاطئ العائلي، شاطئي خلوفي 01 و 02 بزرالدة، شاطئ القادوس بعين بهراوة، وديكا بلاج بعين طاية، أنه قصد تسهيل تأمين الشواطئ، ستعمل مصالح الدرك الوطني والشرطة على ضمان أمن وراحة المواطنين بهذه المرافق، حسب الاختصاص الإقليمي لها، حيث يتكفل الدرك ب41 شاطئا والأمن الوطني ب 30، مفيدا في سياق آخر أنه سيتم توسيع موقع الصابلات بحسين داي وتوسيعه على امتداد 3 كلم، وكذا فتح 3 مسابح جديدة بالضفة الشرقية لوادي الحراش وتهيئة 6 غابات حضرية للعائلات التي تفضل السياحة الغابية.