وصفت السيدة سعيدة بن حبيلس، الهلال الأحمر الجزائري بالجمعية غير العادية، لا يريد أن يكون عبئا على الدولة ومؤسساتها، بل يريد أن يكمّل نشاطه مجهودات الدولة، مشيرة إلى أن الهيئة لا يجب أن تكتفي بالقيمة المالية التي تمنحها الدولة للهلال كي تتكفل بمساعدة الفئات المحتاجة في شكل وسيط، بل نريد أن نتمم مجهودات الدولة، وأن نشتري ونوزّع ونفكر في الإضافة التي يمكن أن نقدمها للدولة في الأيام العادية وأحلك الظروف. وسعى الهلال منذ عدة شهور إلى توسيع شبكة مانحيه ومن الخيّرين، وهي العملية التي لقيت صدى ايجابيا، سواء من قبل متعاملين جزائريين وحتى مستثمرين أجانب متواجدين بالجزائر، والذين لم يبخلوا بمساعداتهم السخية وهم اليوم مستعدون لتوسيعها ومضاعفتها بعد أن لمسوا الجدية في التعامل مع مختلف المساعدات المقدمة. ورفضت مؤسسة الهلال الأحمر العديد من المساعدات الدولية حسب مسؤولته التي أكدت أنها تفضّل مساعدات تقنية تتعلق بنقل الخبرة والتكوين، مشيرة إلى أن الجزائري "لا يموت بالشر"، بل مشكلتنا تطرح من منطق قيمة العمل التي فقدناه، فالشباب والشابات لا يريدون العمل ويعتمدون على مساعدات الدولة من منطلق المرافقة التي تولّد الاتكالية.. مضيفة أن الهلال يسعى إلى تحسيس المانحين الأجانب بالقضية الصحراوية، ومعاناة اللاجئين، مشيرة إلى تراجع في هذا الملف. وبالنسبة للمانحين الجزائريين، أكدت بن حبيلس، أن الهلال بدأ يسترجع عافيته من خلال إبرام اتفاقيات هامة، مؤكدة أن الهلال الأحمر ليس جمعية خيرية وهو ليس مثل الجمعيات كما يدّعيه البعض، بل هو الذراع الأمني عن الطريق الفضاء الإنساني للدولة، مشيرة إلى أن عبارة "أمني" بمفهومها الواسع والشامل تعني ضرورة بلوغ الهلال الأحمر إلى المناطق والعائلات البعيدة والسكان الذين لا يصل إليهم أحد. وطالبت في هذا السياق أن يكون الهلال هو المرجع في تقديم المساعدات، وجمع التبرعات وحتى في إعداد القوائم الخاصة بالعائلات والفئات المحتاجة، وإلغاء جميع القوائم المتعامل بها والتي تظهر هنا وهناك لتكميل مجهودات الدولة، وتقديم خدمة للجزائر وفق قناعة واضحة، مؤكدة أن الفضاء الإنساني أصبح أداة للاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وقالت بن حبيلس، إنها ستدعم مجهودات الدولة لتدعيم أمنها ووحدة شعبها عن طريق النشاط الإنساني في الداخل والخارج، ولن نكتفي تقول المتحدثة بجمع التبرعات وتوزيعها، بل سنعمل على التكوين والتوعية . ووجهت المتحدثة رسالة إلى الإعلاميين تدعوهم فيها إلى تفادي بعض الممارسات المشينة كمشاهد الإفطار وتوزيع المساعدات المادية، والتشهير بفقر العائلات وحاجتهم، مطالبة بعدم استغلال هذا الوضع واعتباره مادة إعلامية دسمة، كما دعت إلى استرجاع ثقافة تكاد تغيب عند الشعب رغم أنه في الأصل متشبّع بها، وهي "القناعة" وعدم أخذ حق الغير، فالتضامن لا يسيّر إداريا، بل عن قناعة وثقافة والتضامن ليس صدقة.