عرفت الأبواب المفتوحة حول الرياضة العسكرية التي نظمت يوم أمس بمركز تجمع وتحضير الفرق الرياضية العسكرية ببن عكنون (الجزائر)، إقبالا كبيرا من قبل جمهور عريض شغوف بالتعرف عن قرب على الرياضة العسكرية وخصوصياتها وإنجازاتها وآفاقها وكذا الالتقاء مع أبرز الوجوه الرياضية التي صنعت أمجاد الرياضة العسكرية في مختلف الاختصاصات. فبعد الكلمة الافتتاحية لهذه التظاهرة التي ألقاها رئيس مصلحة الرياضة العسكرية بقيادة أركان الجيش الوطني الشعبي اللواء، مقداد بن زيان بحضور رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف وشخصيات عسكرية ورياضية، استمتع الجمهور الحاضر بالنشاطات المتنوعة والثرية المبرمجة في هذه التظاهرة الرياضية العسكرية. وحرص العميد مقداد بن زيان في كلمته هذه على إبراز الأهمية التي يوليها الجيش الوطني الشعبي للنشاطات الرياضية التي تعد جزءا من التكوين اليومي والدائم للعسكري، موضحا أن تنظيم هذه التظاهرة يهدف إلى إطلاع الزوار بدور ومهام الرياضة في صفوف الجيش الوطني الشعبي وما حققته من إنجازات شرفت الجزائر والجيش الوطني الشعبي على الصعيد الوطني، العربي، القاري والدولي. وذكر المتحدث في كلمته بأنه بقدر ما يهتم جهاز الرياضة العسكرية بالرياضة ذات المستوى العالي، فإنه يتكفل أيضا بالتدريب البدني العسكري والرياضي على مستوى الوحدات وهيئات التكوين التابعة للجيش الوطني الشعبي نظرا لأهميته في إعداد الأفراد العسكريين لمجابهة التحديات اليومية والقيام بمهامهم على أحسن وجه، مضيفا أن الجهاز يسعى أيضا إلى ترقية الرياضة الجماهيرية وتطوير الرياضة النسوية، فضلا عن مشاركته ومساهمته في الحركة الرياضية الوطنية المدنية بصفته عضوا فاعلا، أساسيا ورسميا في المنظومة الرياضية الوطنية. وفي هذا السياق، أوضح رئيس مصلحة الرياضة العسكرية قائلا إن "السياسة الرياضية المنتهجة في السنوات الأخيرة أثبتت نجاعتها وفعاليتها على أكثر من صعيد ولعل النتائج المحققة ليست وليدة صدفة، بل ثمار استراتيجية تتخذ من مبادئ وقيم الجيش الوطني الشعبي ركيزة لها أهمها التحلي بالانضباط المثالي والروح الوطنية والرياضية العالية". وتابع "أن الرياضة العسكرية تستعد هلال الموسم الجاري 2014 /2015، للمشاركة في أكبر حدث رياضي عسكري عالمي الذي يرعاه المجلس الدولي للرياضة العسكرية ويتمثل في الألعاب العالمية السادسة التي ستحتضنها كوريا الجنوبية شهر أكتوبر القادم".وأشار المتحدث إلى أن ألعاب كوريا ستجرى خلالها نهائيات كأس العالم لكرة القدم وعليه سيوظف المنتخب الوطني العسكري كافة مجهوداته للحفاظ على لقبه التاريخي الذي انتزعه عن جدارة واستحقاق في البرازيل 2011، رغم أن المهمة ستكون صعبة بالنظر إلى مستوى المنافسين، حيث سيلعب في المجموعة الأولى التي تضم كل من فرنسا، قطر والولايات المتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى البلد المنظم، كوريا الجنوبية. وقد كان ميدان كرة القدم بمركز تحضير الفرق العسكرية - بحق - معرضا مفتوحا وناطقا من خلال اللوحات الرياضية التي جسدتها جميع الفرق المشاركة في كل الاختصاصات المدرجة من بينها الملاكمة والرياضات القتالية والفروسية والدراجات النارية وخاصة الألعاب القتالية بجميع فروعها. وتضمنت هذه الأبواب المفتوحة بالإضافة إلى الاستعراضات الرياضية، معرضا شمل جميع المحطات البارزة للرياضة العسكرية وزيارات لجناح مكتب الإعلام والاتصال والتوجيه وزيارة المتحف الرياضي وزيارة جناح فريق جبهة التحرير الوطني، بالإضافة إلى مختلف الورشات منها ورشة الرياضات القتالية و ورشة حقل الرمي الالكتروني و ورشة الخماسي العسكري والمركز الطبي الرياضي و ورشة الرياضات الميكانيكية. واختتمت هذه الجولة بزيارة القاعة الأولمبية المتعددة الرياضات الأولى من نوعها على الصعيد العربي والإفريقي. وهي القاعة التي تبلغ مساحتها 10487 مترا مربعا وتتوفر على مضمار لألعاب القوى ب6 أروقة (200 م) ومضمارا آخرا لسباقات السرعة (60 م) وتجهيزات تضمن تنظيم منافسات الوثب (الطويل والعالي وبالزانة) ورمي الأوزان. استعراضات فصيلة الكوكسول تصنع الفرجة والإثارة لاقت الاستعراضات التي تفننت في تقديمها فصيلة الكوكسول (رياضة قتالية عسكرية)، تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور الحاضر الذي تابع حراكتها بكثير من الاهتمام وقابلها بتصفيقات حارة تنم عن إعجابه وانبهاره باللوحات الرياضية المقدمة. فبدقة عالية وقوة خارقة وتناسق كبير في الحركات، تمكنت فصيلة الكوكسول لاختصاص الرياضي الذي يجمع بين مختلف الرياضات القتالية بالإضافة إلى الجمباز ورفع الأثقال من استقطاب إعجاب الجمهور الحاضر والشخصيات العسكرية منها والمدنية المدعوة لحضور فعاليات هذه الأبواب المفتوحة. فبعد انبعاث أصوات مدوية تعلن عن دخول فصيلة كوكسول، شرعت عناصرها في تقديم حركات متنوعة بدءا من النزال الثنائي ونزال الفرد الواحد مع جماعة تتكون من ثلاثة أشخاص فأكثر (حتى سبعة أشخاص) واختراق الحواجز النارية لتزيد مع كل حركة دهشة وتفاعل الجمهور الذي أبدى اعتزازه بتواجد شباب بهذه القوة في صفوف الجيش الشعبي الوطني. وتأسست رياضة "الكوكسول" منذ حوالي 50 سنة في كوريا، حيث جمع مؤسسو هذه اللعبة بين فنيات أعرق الفنون القتالية والتقليدية منها الكارين، الكونغ فو، التايكواندو، الأيكيدو والملاكمة وتم بناء هذا الفن على أسس أهمها من الكاراتي والأيكيدو. ورياضة الكوكسول غير معترف بها على الصعيد الأولمبي ولكنها تبقى الاختيار المفضل لمن يلعب الفولكونتاكت وللجندي في الجيش لكثرة الضربات القاضية والتكسير والعنف الواضح فيها.