احتضنت قرية أمالوسن ببلدية تيميزار بولاية تيزي وزو مؤخرا، فعاليات الطبعة الثالثة لعيد الحليب، الذي شارك فيها 30 فلاحا عرضوا مختلف منتجات الحليب ومشتقاته، إلى جانب عتاد فلاحي وأدوات جمع الحليب. وقد عرفت التظاهرة إقبالا كبيرا للمواطنين الذين استمتعوا بتذوق طبق الكسكسي باللبن في جو تميّز مجملا بالتنظيم الحسن. و"عرس الحليب" الذي تعوّد مربو الأبقار على إحيائه منذ 3 سنوات، قد عرف من جانب آخر تنظيم معرض للعسل ومشتقاته، إضافة إلى الأدوات المستعملة في جمع الحليب وغيرها، كما أنه كان فرصة سانحة للفلاحين الذين قدموا من عدة ولايات، على غرار البليدة، قسنطينة، بجاية والعاصمة لعرض مختلف المنتوجات المحلية المصنعة في مزارعهم. ولقي عيد الحليب إقبالا كبيرا وقويا من المواطنين على أجنحة المعرض الذي احتضنته ساحة القرية وكذا الوليمة التي استقبلت وفودا كبيرة من العائلات بقلب المدرسة الابتدائية التابعة للقرية، حيث وزعت على السكان وضيوف أمالوسن أطباق متنوعة من الكسكسي مع الحليب أواللبن، وقد سمح التنظيم المحكم بتوزيع الأطباق على كل الحضور. وحسبما كشف عنه السيد اعمراش عمر، رئيس لجنة قرية أمالوسن ل"المساء"، فإن الطبعة الثالثة لعيد الحليب عرفت مشاركة 30 عارضا لمنتجات الحليب ومشتقاته، الذين أخذوا مكانا لهم داخل فضاء المعرض، فيما تم عرض العتاد الفلاحي وأدوات جمع الحليب خارج الفضاء نظرا لضيقه، مؤكدا على أن هذه الطبعة تعد تجربة أخرى أظهرت الاهتمام الذي يوليه المواطنون للمنتجات الفلاحية ومهام الفلاح، لأن إقبالهم على مثل هذه التظاهرات تأكيد على دعمهم ومساندتهم للفلاح. وذكر المتحدث أن التظاهرة عرفت أيضا حضور ضيوف من عدة ولايات، منها بجاية، العاصمة والبليدة، إلى جانب حضور أتراك في إطار الشراكة مع أحد المشاركين في المعرض من منتجي العلف، إضافة إلى استغلال 740 بقرة حلوب التي وفرت نحو 800 ألف لتر من الحليب الذي تم توزيعه على الضيوف، مقابل توزيع نحو 600 ألف لتر في تظاهرة العام الماضي. وبلغة الأرقام، فإن مديرية الفلاحة لولاية تيزي وزو كشفت أن قرية امالوسن تنتج 4 ملايين لتر حليب سنويا، بمعدل 18 ألف لتر يوميا والتي يضمن جمعها نحو 18 جامعا الحليب، تابعا لوحدتي «دانون» و»الصومام» لدى 150 مربيا للأبقار الذين يستغلون 70 هكتارا من أراضي القرية الفلاحية بامتياز. وأشار ذات المسؤول إلى أن هذه التظاهرة تعد فرصة للفلاحين من أبناء امالوسن، المتعلقين منذ القدم بالأرض والرعي، لطرح انشغالاتهم التي قد يصادفونها في ممارسة أنشطتهم، خاصة تلك المتعلقة بغلاء العلف، حيث أشار إلى أن الفلاحين لا يجدون موارد مالية لمواجهة العجز، موجها نداء استغاثة للسلطات المعنية من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لتدارك الأمر، تماما كما هو جار بالنسبة لتوفير الإسمنت. وأوضح أن توفير الحليب يساهم في تقليص واردات الجزائر من مسحوق الحليب الذي تكلف خزينة الدولة مبالغ مالية ضخمة، كما طرح المتحدث مشكلة الصرف الصحي، التي تهدد مستقبل الثروة الحيوانية والمنتوج الحيواني بالمنطقة، حيث قال إن مياه الصرف التي يقذفها جزء من بلدية تيميزار وفريحة تصب في وادي «تاسيفث»، حيث يعد هذا الوادي مصدرا لشرب ورعي الأبقار، وفي حال بقائه دون تكفل، فإن الكارثة ستكون وخيمة على الثروة الحيوانية. وأضاف في سياق متصل، بشأن دعم المجلس الشعبي الولائي المقدر بمليون دج، أن منظمي عيد الحليب يواجهون مشكلة البيروقراطية، حيث لم يتمكنوا من استغلال الميزانية المخصصة للعيد، فمثلا العام الماضي استطاعت القرية الحصول على 700 ألف دج فقط، أما بالنسبة لهذه السنة، فلم يتم بعد صرف المبلغ من طرف الخزينة العمومية، وأن عملية تغطية مصاريف الاحتفال تجمع من التبرعات.