سقوط جوزيف سيب بلاتير، من على هرم الاتحادية الدولية لكرة القدم "الفيفا"، بعد أن أعلن عن استقالته لا راغبا فيها ولكن مرغما عليها، بعد قضايا الفساد التي لاحقت هيئته والفضائح المتتالية في هذه الاتحادية، ومغادرته للهيئة الكروية العالمية أربعة أيام بعد إعادة انتخابه لعهدة خامسة على رأس الفيفا، فاجأت الكثيرين في كرة القدم، وعلى رأسهم رئيس الاتحادية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو، الذي أصبح يشعر باهتزاز عرشه على رأس الكاف. فرئيس "الكاف"، الذي طالما اعتمد على الدعم القوي لبلاتير، سيجد نفسه وحيدا، وهو الذي سبق وأن اتهم في العديد من المناسبات بقضايا عديدة، منها المحاباة والفساد أيضا، حيث تم الاستماع إلى أقواله من قبل القضاء السويسري لمدة 9 ساعات كاملة بعد أن اقتحمت الشرطة مقر إقامته في هذا البلد، فحياتو الذي يتواجد هو الآخر على رأس الهيئة الكروية الإفريقية لمدة طويلة، منذ 1987، اعتبر قرار رئيس (الفيفا) بالمفاجئ في تصريح له عقب إعلان بلاتير الاستقالة، حيث قال: "لقد تفاجأت، فلا أحد كان ينتظر أن يستقيل بعد ثلاثة أو أربعة أيام بعد مؤتمر الفيفا"، وعن سؤال حول ما إذا كان يفكر في الترشح لرئاسة الفيفا قال: " لا، لقد ترشحت في 2002 ولم أفز، واليوم سنّي 69 سنة لا يسمح لي بتولي هذا المنصب، بلاتير عمره 79 سنة، ولا يمكنني أن اسمح لنفسي بأن أترشح"، هذا التصريح يؤكد بأن حياتو حذر جدا، وخائف من المستقبل، وأن مغادرة بلاتير، إعلان عن انتفاضة على الأباطرة وعلى رئاسة الاتحاديات الدولية مدى الحياة، وهذا ما سيعرف تداعيات كثيرة على الاتحاديات الجهوية ومنها الكاف، والاتحاديات الدولية التي ينخرها الفساد أيضا، فرحيل بلاتير سيضعف حتما حياتو، خاصة إن ترشح بلاتيني وفاز برئاسة الفيفا، وهو الذي لا يحمل الكاميروني في قلبه. خروج بلاتير من الفيفا بهذه الطريقة، كانت رسالة منه بأنه أراد أن يترك هذه الهيئة التي سيطر على رئاستها لعدة سنوات من الباب الواسع، فقد حظي بثقة الكثير من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا التي أعادت انتخابه يوم الجمعة المنصرم، ليقرر هو بعد ذلك الانسحاب برغبته بتقديم استقالته التي تؤكد الصحافة الأمريكية، بأن التضييق الذي مورس عليه من قبل "الأف. بي. آي"، هو الذي أدى به إلى رمي المنشفة، وحسب "النيو يوك تايمز"، فإن سيب بلاتير، حاول منذ أيام الابتعاد عن الفضائح التي لحقت هيئته، إلا أن السلطات الأمريكية اعتمدت على تعاون أعضاء (الفيفا) المتهمين بقضايا الفساد، من أجل تشديد الخناق عليه، وحسب الجريدة الأمريكية وقناة "أي بي سي نيوز"، فإن بلاتير محل تحقيق من "الأف بي آي"، ولن تشفع له مغادرته للفيفا من متابعة قضائية محتملة، في حال ثبت ضلوعه في قضايا فساد. أسئلة كثيرة أصبحت تطرح بعد رحيل بلاتير، وأولها: هل سيترشح بلاتيني لرئاسة الفيفا؟، وهو الذي حاول ذلك من قبل، وهو المتواجد في أحسن رواق لرئاسة هذه الهيئة الكروية، فقد كان أشد المعارضين لمعاودة ترشح بلاتير لعهدة خامسة، وطالبه بالاستقالة في المؤتمر الماضي، كما يتساءل الرأي العام الرياضي، هل ستسترجع (الفيفا) مصداقيتها التي تلاشت بعد كل الفضائح التي عرفتها في السنوات الأخيرة؟، كما أن هناك من يتساءل حول مصير مونديالي 2018 بروسيا و2022 بقطر، هل سيتم إعادة النظر فيهما إن ثبت فعلا، أن منح استضافة كأس العالم كان عن طريق الرشوة.