يشكّل فن الخط العربي «تراثا مشتركا للعالم العربي والإسلامي» كونه يستعيد تاريخ وحضارة الأمة الإسلامية حسبما أوضحه الخطاّط المصري، محمود فرحات لدى تدخّله في أشغال ورشة منظمة بدار الثقافة «مالك حداد» في إطار الطبعة السادسة للمهرجان الدولي لفن الخط العربي المندرجة ضمن نشاطات تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية». وأضاف أنّ «فن الخطّ يستند بالأساس على البعد الدال للحرف والكلمة والجملة التي تشكّل معلما». وأعطى الفنان المصري بالمناسبة عبر أمثلة عملية، نماذج للحرف العربي والكلمة والجملة، مشيرا إلى مقاربات أساسية لفن خط الحروف بالقلم، مبرزا جمالية وإبداعية الخط. ولدى تناوله للجانب التليد لهذا الفن، أشار فرحات إلى أنّ مصادر الإلهام في فن الخط العربي «متعدّدة ومتنوّعة» لكن البيئة والطبيعة يعطيانه «مغزى عميقا». ومن جانبها، أوضحت السيدة زبيدة جيهان إيزينار، الأستاذة الجامعية في الهندسة المعمارية بأنّ متحف فن الخط بإسطنبول (تركيا) يضمّ «واحدة من أكبر وأثرى مجموعات فن الخط في العالم بفضل أعمال خطية وكتابات هندية ومغاربية ونقوش وكوفيات لعديد السلاطين بتوقيعات كبار الخطاطين في العالم الإسلامي. وأشارت السيدة إيزيانر إلى أنّ معرضا هاما مهدى لفن الخط قد نظّم السنة الماضية بمتحف سانت صوفيا، وضمّ خطاطين من نمطي هذا الفن ومنهم علي طوي وحدسان شلابي بوصفهما أكثر الخطاطين تمثيلا لمدرستي الخط في تركيا. ويشارك في هذه الطبعة السابعة من المهرجان الدولي للخط العربي نحو 120 فنانا مبدعا مشهورا من الجزائر وكذا من 24 دولة منها: العراق وإيران والصين وتركيا وسوريا والمملكة العربية السعودية وباكستان وأذربيجان. وتعرض في هذا المهرجان أزيد من 200 لوحة لخطاطين جزائريين وآخرين أجانب تمثل العديد من المدارس والأنماط الفنية للكتابة من بينها المغربي والثلوث الكوفي والنقش، كما أوضح محافظ المهرجان السيد مصطفى بن كحلة. وإلى جانب هذا المهرجان، تقام مسابقة دولية في فن الخط العربي «ستكافئ أحسن ثلاثة أعمال من نمطي فن الخط العربي المعروفين الكلاسيكي والحديث»، كما أضاف محافظ المهرجان الذي أشار إلى أن لجنة تحكيم مكونة من 5 أعضاء ستقوم بمهمة اختيار اللوحات الفائزة. وتثمن هذه الطبعة من المهرجان حسب السيد بن كحلة «ثراء وأصالة وجمالية فن الخط المغاربي»، مؤكّدا بأنّ هذا الفن «يستقطب باستمرار فنانين خطاطين مختصين في هذا النوع من الكتابة». وتلقى في هذا المهرجان أيضا محاضرات من طرف مختصين من الهند ونيجيريا وفرنسا والسودان وسلطنة عُمان، كما تم بالمناسبة فتح ورشات قصد تبادل التجارب والتواصل بين الفنانين المشاركين.