رفعت ثلاث فرق من شدّة المنافسة الفنية في الدورة التاسعة لمهرجان موسيقى الديوان، بمشاركة متميّزة لفرقة "ناس الواحات لموسيقى الديوان" من ولاية ورقلة في نوع "البنغا"، بينما لفتت فرقة "أولاد سيدي بلال" من تندوف الحضور بأداء مثالي، استمتع به الوافدون سهرة أوّل أمس إلى ملعب "النصر" وسط مدينة بشار، فيما سجّلت فرقة "ديوان القناوة" حضورا شاحبا مقارنة بما قدّم. بدت فرقة "ناس الواحات لموسيقى الديوان" واثقة من نفسها على المنصة، وأدى الكويو بونغو (وهو مصطلح يطلق على مطربي الديوان)، عثمان تافنة مجموعة من الأبراج (وهي وصلات غنائية وموسيقية في طابع الديوان)، مع تقديم رقصة كويو، شكّلت لوحة فنية بديعة، فضلا عن الاستعراض الموسيقي بآلات القرقابو والقمبري والطبل. وكشف الكويو بونغو، عثمان تافنة وهو أيضا رئيس الفرقة التي تمثّل مدينة ورقلة في المنافسة، أنّ "ناس الواحات لموسيقى" تكوّنت في 2004، وتقوم بإعادة طابع القمبري في المنطقة باستخدام أسلوب "البنغا" الذي يميّزها، من خلال الكلمات الواضحة، وتم إعادة آلة القمبري إلى هذا الأسلوب مؤخّرا بعد أن قام بأبحاث واتّصل بالشيوخ القدامى وتأكّد أنّ القمبري جزء من الأداء الفني لفرقة الديوان بورقلة، مشيرا إلى أنّه سابقا كانوا يستخدمون الطبل والقرقابو فقط. وأردف أنه بعد هذه النتيجة، قرّرت الفرقة العودة للأصالة وإدخال القمبري في لون البنغا من جديد. كما قدّم الكويو بونغو كذلك برجا بلغة تمازيغت وبالتحديد باللهجة الشلحية، المتداولة في منطقة القصر بورقلة، من خلال برج "الله العلي". وكشف عثمان تافنة كذلك عن تقديم أغان أخرى بالعربية. وللون البنغا أقسام حسب المتحدّث، متعلّقة بالقرقابو وبالعصي يشبه الأسلوب المتداول في منطقة أدرار. وبخصوص الطقوس المرافقة لموسيقى الديوان في ورقلة، قال عثمان تافنة إنّ هناك طقسا يمارس هي "زيارة بابا مرزوق" أقيمت في فصل الخريف المنصرم، وأنّ أهل القصر يقيمونها في أسبوع كامل، وكذلك الأمر في دائرة الرويصات. ثمّ صعدت فرقة "ديوان القناوة" من البليدة، في أداء متواضع، ذلك لضعف العزف الموسيقي لا سيما مع آلة القمبري، وحتى لوحة الرقص لم تكن بقدر من الحماسة المعروف في موسيقى الديوان، ثم ختمت فرقة "أولاد سيدي بلال" من تندوف السهرة الثانية من منافسة مهرجان موسيقى الديوان، بتقديم عالي المستوى، مع تسجيل نقطة سلبية تتعلّق بالكلمات التي كانت متشابهة ومتكرّرة طوال وصلتهم الموسيقية. وأوضح عضو الفرقة مصطفى بوصبيع أنّ مشاركة "أولاد سيدي بلال" تعدّ الأولى في المهرجان، وهي التي تأسّست عام 2010، وكانت بدايتها بعزف القرقابو في الأعراس ثم تعلّم "المعلم" اسماعيل العزف على القمبري في بني عباس ببشار ويطلق لقب "المعلم" على عازف القمبري، ثم نقل ما تعلّمه إلى مدينته وأضافها للفرقة، كما قام بحفظ الأبراج من خلال الفيديو والنهل من المعلمين الذين يأتون إلى بشار ومن خبراتهم. وأضاف المتحدّث أنّ الفرقة لم تشارك في وعدات أو زيارات لكنّها نظّمت زيارة لتندوف في مهرجان المحلة العام الماضي، وتسعى الفرقة كذلك إلى الانتقال لمزج الموسيقى لتقليدية بالآلات العصرية بهدف كسب مساحة أخرى من الشهرة والحضور في المشهد الفني.