شهد مهرجان موسيقى الديوان أوّل أمس برنامجا منوّعا، وشّحه العرض الذي قدّمه عميد الديوان ببشار، عمي إبراهيم الذي صعد إلى الخشبة جنب فرقة فتية سلّمها مشعل المواصلة والحفاظ على هذا الإرث. كما تميّزت السهرة الخامسة للتظاهرة بتقديم آخر الفرق المتنافسة لوصلاتها، ثم تكفّلت فرقة السد بأخذ جمهور ملعب "لنصر" في رحلة فنية مميزة انتشى بها الحاضرون. استهلت السهرة بتقديم آخر فرقتين متنافستين ضمن مسابقة المهرجان المؤهلة مباشرة إلى المهرجان الدولي لموسيقى الديوان بالعاصمة لوصلتيهما، وقدّمت فرقة "سيدي بلال" من بشار عددا من الأبراج، رافقتها رقصات الكويو، فأدت مثلا "مغزو" التي تروي قصة الصياد مغزو، شرحتها لوحة كويو التي رقصها "القناديز" (الراقصون في مصلح الديوان). وتعدّ فرقة "سيدي هلال" من أقدم الفرق التي تأسّست في بشار، إذ بدأ نشاطها عام 1962، على يد مؤسّسها المرحوم الشيخ دامو ثم ورثها أبناؤه بعده... وتلتها فرقة "الهدى" التي تمثّل ولاية تلمسان، وهي أوّل مشاركة لها في المهرجان، وأدت أبراج "زيد اليوم" و"جيلالي"، وتستعد الفرقة لإطلاق أوّل ألبوم لها في لون الديوان قريبا، وأنشأت "الهدى" في 2004، ثم خاضت تجربة التخصّص في الديوان منذ عام 2008. بعد أن صعدت فرقة "أولاد بامبرا" المنصة وقدمت وصلاتها الموسيقية التي طغى عليها القيتار الكهربائي والباس على الآلات التقليدية، القمبري والقرقابو، تفاعل معها الجمهور نسبيا، أخذت فرقة "السد" زمام الأمر لتعطي جرعة إضافية من النشوة للحاضرين الذين لم يتوقفوا عن الغناء معهم والتصفيق لهم. ويبدو أن فرقة السد التي أطلقت آخر ألبوماتها قبل أسابيع فقط، تمكّنت بحق من كسب جمهور واسع لها، وذلك من خلال المواضيع التي يتناولوها في أغانيهم، إنهم كذلك يحملون رسائل هادفة ويؤدون فنا ملتزما يتجلى ذلك في طرح القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المواطنون، وكذا القضايا المتعلقة بالنفس والأخلاق والتربية. للإشارة، سجلت فرقة "قناوة القندوسية" مشاركة قوية من خلال برنامج فني محكم، ومقدم بطريقة تعكس إبداعا وتصوّرا أجمل لموسيقى الديوان، الذي بدا في زيهم ورقصهم وكذا دور الكويو بونغو أو المؤدي للوصلات الغنائية أو ما يصطلح عليه محليا بالأبراج. شدّ العرض المنافس لفرقة "قناوة القندسية" من ولاية بشار الجمهور الواسع الذي حضر لمتابعة أطوار المهرجان التاسع لموسيقى الديوان، للبراعة التي بدت على أعضاء الفرقة كل على مستواه، الكويو بونغو أو المؤدي حتى وإن كان لا يتجاوز سنه ال21 عاما، أذهل الجميع بصوته القوي وحضوره على المنصة، وتعاضد في نجاح برنامجهم الراقصون أو ما يسمون بالكويو، فبرزوا بحق مقارنة بالفرق التي صعدت معه. في تصريح للصحافة عقب العرض، قال عضو الفرقة، مبارك عبد الرحمان إن "قناوة القندوسية" تأسست في 2009، وتسجل أول مشاركة لها في المهرجان، كاشفا عن أن المعلم حمزة كان وراء تلقين الفرقة أبجديات موسيقى الديوان. وقدمت الفرقة برج "بودربالة" وبرج "العفو" بالغانغا أو بالطبل. وبخصوص رقصة الكويو المقدمة، قال المتحدث إنها أخذت بنماذج لعدة حركات استقاوها من عدة مناطق تؤدي الديوان. وشاركت في سهرة الخميس كذلك كل من جمعية "المشاعل الثقافية" من أدرار وجمعية "المغزاوين قناوة " من مستغانم، وذلك ضمن المنافسة، ثم تسلمت الفرقتان "عمي ابراهيم" و"أولاد الحاجة مغنية" زمام اختتام الحفل وجعلا من الجمهور طيورا ترقص على ألحان فيها الكثير من الايقاع، أضفت فرحة وفرجة بملعب النصر الواقع وسط المدينة.