خصّ فيصل أوحدة، رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري لولاية الجزائر شهر رمضان بكم معتبر من النشاطات التحسيسية حول مضاعفات ومخاطر داء السكري، بالنظر إلى إقبال البعض على الصيام رغم التحذيرات الطبية والدينية. وعن فحوى الأيام التحسيسية ويومياته الرمضانية، عادت لكم "المساء" بهذه القعدة. يقول أوحدة إنه يبادر رفقة أعضاء الجمعية خلال الشهر الفضيل عادة إلى تنظيم الكثير من الحملات التحسيسية بالتنسيق مع بعض المؤسسات الاستشفائية للصحة العمومية بعد صلاة المغرب، حيث يتم تنظيم أبواب مفتوحة بالقرب من المساجد لتقديم نصائح وإرشادات وتوزيع منشورات حول داء السكري ورمضان والتغذية الصحية، بحكم أن عددا كبيرا من الصائمين يهملون غذاءهم في رمضان ويكثرون من تناول الحلويات. وفي رده عن سؤالنا حول مدى تجاوب الصائمين مع مثل هذه الأنشطة التحسيسية، أكد محدثنا أن الإقبال عادة يكون معتبرا رغبة منهم في قياس مستوى السكري لديهم، خاصة وأنهم صائمون، يقول: "نحاول من خلال هذه الحملات البحث عن حالات جديدة للتكفل بها، فالصائمون لا يزالون بحاجة إلى الكثير من التوعية والتحسيس لنبلغ مرحلة التشخيص الدوري لتجنب التعرض لتعقيدات السكري". وعن يومياته الرمضانية، جاء على لسان محدثنا أنه من الذين يحبون بدء يومهم مبكرا وبخلاف الأشخاص الذين يصيبهم الخمول قال: «أشعر بنشاط كبير، فأنا أعمل خلال الشهر الفضيل أكثر من الأيام العادية مع المرضى، حيث أقبل على تنظيم العديد من الحملات التحسيسية للصائمين وأشرف على إدارة شؤون المكتب، حيث أستقبل المرضى وأوزع الأدوية، أو أجهزة قياس السكري وأتكفل بحالات هبوط السكري، وفي الفترة المسائية أتفرغ للعبادة ومع هذا أبقي هاتفي النقال شغالا في حال وجود حالات استعجالية تتطلب مني التدخل، كأن يتعطل جهاز أحد المرضى مثلا.. وعموما أحب خلال هذا الشهر تخصيص وقت كبير للطاعة حيث أقصد المسجد للعبادة ولا أغادره إلا بحلول موعد آذان المغرب بعد أن أفطر بالمسجد على الحليب والتمر وأصلي المغرب، ومن ثمة أعود أدراجي إلى المنزل لأشارك والدتي الإفطار، بعدها أرجع للمسجد وأتحرى دائما الجلوس بالصفوف الأولى لأداء صلاة العشاء والتراويح، لأنها تكون بعيدة عن الفوضى والإزعاج الذي يتسبب فيه بعض المصلين، ولأني أحب بلوغ مرحلة الخشوع في العبادة، معلقا "حرصي على الجانب الروحي يدفعني إلى ختم القرآن الكريم لأكثر من سبع مرات بالشهر الفضيل". وعن طبقه المفضل، قال إنه يطلب من والدته تحضير "السفيرية" التي لا يستغني عنها في هذا الشهر وتعلق والدته بالقول: "إنه طبق غير مكلّف لأن السفيرية تحضر بالخبز البايت وتعد من أبسط الأطباق"، إلى جانب طاجين الزيتون، غير أنه يتجنب كل ما هو حلويات بالنظر إلى ما تسببه من أمراض بالنظر إلى احتوائها على كميات عالية من السكر، ويعوضها بالمكسرات بنسب قليلة بينما يميل إلى التسحر على حبات من التمر أو الماء إحياء لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم". يولي فيصل أهمية كبيرة للفترة الممتدة ما بعد صلاة التراويح، حيث يعتبرها فرصة للالتقاء بالأصدقاء والأحباب ومن ثمة التجول بأحياء العاصمة العريقة، وفي هذا الخصوص يقول: "أفضل التجول بأحياء لابوانت (باب الوادي)، حيث التقي بصديقي الربيع لأشرب عنده الشاي باعتبار أنه يعد الشاي بطريقة ممتازة". وحيال الشعور بالعصبية والغضب خلال رمضان، قال أوحدة إنه أصبح شخصا آخر خاصة بعد أن توقف عن التدخين منذ 2006 حيث يشعر وهو صائم براحة نفسية كبيرة ويعلق "أشعر أني شخص آخر" من أجل هذا اعتبر شهر رمضان من أحب الأشهر إلى قلبي. من أكثر الأمور التي تزعج محدثنا خلال الشهر الفضيل، إقبال بعض مرضى السكري الممنوعين من الصيام على الصوم، حيث يؤدون بأنفسهم إلى التهلكة وعليه يقول: "مؤسف للغاية لأن ديننا الحنيف دين يسر، إلّا أن بعض المرضى يغضون الطرف عن الرخصة رغم ما فيها من أجر ويقبلون على الصوم، ما يجعل حياتهم في خطر، إلى جانب اللهفة التي تجعل البعض يفقدون عقولهم رغم أن كمية كبيرة مما يتم اقتناؤها ترمى وما يتم إخراجه يوميا من نفايات إلا دليل على ذلك.