حمّل السيد عبد الوهاب حموش، خبير في السلامة المرورية مسؤولية ارتفاع حوادث المرور لمدارس تعليم السياقة، خاصة للمتحصلين الجدد على رخص السياقة، مشيرا إلى أن غالبية السائقين لا يعرفون قراءة إشارات المرور وتحديد الأولوية في مفترق الطرق. كما تساءل المتحدث عن سبب إغفال وضعية الطرقات وتسبّبها في حوادث مرور آليمة، خاصة وأن غالبية الطرقات الولائية والوطنية لا تتضمن إشارات مرورية ولا إضاءة ليلية ما يجعل السائق مطالبا بمضاعفة التركيز والابتعاد قدر الإمكان عن المطبّات التي تعرقل حركة المرور. واستغل الخبير عبد الوهاب حموش، تنظيم ندوة حول حوادث المرور وأسبابها "بمنتدى المجاهد" ليتطرق إلى العمل الذي تقوم به 9 آلاف مدرسة لتعليم السياقة يؤطرها 18 ألف مكون، مشيرا إلى أن طرح أربعة أسئلة خلال الامتحان الذي يخص قانون المرور لا يكفي للتأكد من جاهزية السائق الجديد، والدليل على ذلك أن غالبية التحقيقات التي تقوم بها مصالح الأمن مع المتسبّبين في حوادث المرور تؤكد أنهم لا يعرفون قراءة إشارات المرور، ولا تحديد الأولوية في مفترقات الطرق، في حين أن نفس الامتحان في فرنسا يجبر الممتحن على الإجابة على 60 سؤالا، ولا يسمح بأكثر من 5 أخطاء، وفي حالة إعادة الامتحان يتم طرح 60 سؤالا جديدا. كما اقترح حموش، فتح مراكز تكوين جديدة لرسكلة المكونيين مع إعادة النظر في دفاتر شروط فتح مدارس تعليم السياقة، التي يجب أن تسيّر من طرف مختصين في مجال السلامة المرورية. من جانبه استعرض عميد شرطة نايت حسين أحمد، مختلف الإجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للأمن الوطني، للحد من حوادث المرور التي أدت إلى وفاة 335 شخصا خلال الخمس الأشهر الفارطة، بعد تسجيل 6840 حادث مرور، مشيرا إلى أن كل التقارير أثبتت أن 91 بالمائة من أسباب الحوادث متعلقة بالجانب البشري مع تصدر مخالفات السرعة المفرطة، التجاوز الخطير والمناورات في وسط الطريق قائمة أسباب الحوادث الخطيرة، لذلك يقول عميد شرطة نايت حسين، أنه تقرر تعميم العمل بتقنية المراقبة عبر السيارات المموهة التي تمت تجربتها بولاية الجزائر منذ شهر، والتي أعطت نتائج ايجابية رغم أن عددها لا يتعدى 3 سيارات فقط. وفي هذا الشأن أشار ممثل مديرية الأمن إلى تسجيل أكثر من 5 آلاف مخالفة مرورية من قبل السيارات المموهة مع 170 جنحة خلال الستة أشهر الفارطة، وسيتم تقوية هذا الجهاز بأمر من المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، وتعميم مجالات تدخله عبر الأحياء والمدن الكبرى تحسبا وموسم الاصطياف الذي يشهد حركة كبيرة للسيارات وارتفاعا كبيرا في عدد حوادث المرور. وبخصوص تورط أصحاب رخص السياقة الأقل من سنتين والسيارات الجديدة في 30 بالمائة من حوادث المرور، أرجع نايت حسين، الأمر إلى شغف الشباب بالسرعة خاصة وأنه يقود سيارة جديدة، ضاربين عرض الحائط بقانون المرور وقواعد السلامة المرورية الأمر الذي يجعلهم يتسبّبون في حوادث مرور قاتلة على غرار الحادثة التي وقعت أول أمس، بولاية وهران، بطلها شاب في العقد الثاني اصطدم بشرطيين كان قد جنّبا امرأة موتا محققا. من جهته تحدث ممثل قيادة الدرك الوطني المقدم قماط مولود، رئيس مركز الإعلام والتنسيق المروري قسم أمن الطرقات، عن ارتفاع الضحايا وسط المارة بنسبة 50 بالمائة، مشيرا إلى أن هذه الفئة من مستعملي الطريق غالبا ما تكون سببا في وقوع حوادث آليمة عندما لا تحترم قانون المرور في شقّه المتعلق باستعمال الممرات العلوية، أو تلك المخصصة للمشاة عند قطع الطريق. كما تطرق المتحدث إلى مختلف التقارير الدورية التي ترسل إلى مصالح وزارة النقل والأشغال العمومية، لإعلامها بالنقاط السوداء عبر الطرق والتي غالبا ما تكون سببا رئيسيا في وقوع الحوادث، مؤكدا أن مصالحه لا علاقة لها بالوضعية المهترئة للطرق. وعن آخر أرقام حوادث المرور تحدث ممثل خلية الاتصال بالقيادة العامة للحماية المدنية الملازم برناوي نسيم، عن إحصاء 29345 حادث مرور منذ بداية السنة وإلى غاية20 جوان الفارط، وهو ما خلّف 1400 حالة وفاة و34575 جريحا، وقد تصدرت هذه السنة ولاية الجزائر العاصمة، ترتيب الولايات التي سجل بها أكبر عدد من حوادث المرور.