أكد الديوان الوطني للسياحة التونسية، أن الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها منطقة القنطاوي السياحية بسوسة في تونس مؤخرا، "لم يكن لها تأثير بليغ على السياح الجزائريين"، الذين عبّروا عن إصرارهم على قضاء عطلة الصيف بشواطئ تونس ومنتجعاتها السياحية، في الوقت الذي عبّرت السلطات التونسية عن التزامها بتأمين كل المعابر الحدودية والطرقات وتأمين الأماكن السياحية. أفاد السيد بسام الورتيلاني رئيس الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر في تصريح ل"المساء" أمس، بأن الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة سوسة والتي خلّفت 39 قتيلا يوم الجمعة الماضي، لن يكون لها تأثير بليغ على الحجوزات المسجلة لفائدة السياح الجزائريين، الذين عبّروا عن تضامنهم المطلق لتونس، وإصرارهم على قضاء عطلتهم الصيفية بها. وفيما يخص تراجع بعض السياح الجزائريين عن قرار الذهاب إلى تونس، كما أكدت ذلك بعض الوكالات السياحية الجزائرية، قال محدثنا إن الديوان الذي يديره مهمته تتمثل في الترويج للوجهة التونسية بدون التدخل في الأمور التجارية المتعلقة بالحجوزات والأسعار وغيرها، وبالتالي فهو لا يملك أرقاما عن الحجوزات التي تم إلغاؤها من عدمها. غير أنه أوضح أن الوقت لايزال مبكرا للحديث عن إلغاء هذه الرحلات، خاصة أن أغلب الجزائريين الذين يقصدون تونس لقضاء عطلتهم، يقررون ذلك في آخر لحظة؛ كونهم يسافرون إليها برا على عكس المسافرين جوا، الذين يحجزون تذاكر الطائرات مسبقا. كما ذكر السيد الورتلاني بأن الجزائريين الذين تربطهم علاقات حسن الجوار بتونس والذين دأبوا على قضاء العطلة الصيفية بها، أطلقوا حملة تضامنية كبيرة مع تونس على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، معبرين فيها بكل شهامة، عن اجتياحهم تونس هذا الصيف وعدم تغيير وجهتهم المفضلة. وأشار محدثنا إلى أن هذا التصرف ليس بالجديد على الجزائريين الذين تربطهم علاقات متميزة بتونس، يتقاسم فيها الشعبان الحلو والمر منذ ثورة التحرير المجيدة وأحداث ساقية سيدي يوسف، مرورا بالعشرية السوداء وأحداث متحف "الباردو" إلى الاعتداءات الأخيرة بسوسة. وأكد السيد الورتلاني أن تونس اتخذت عدة إجراءات لإنقاذ موسم الاصطياف والحفاظ على مستواها السياحي وعلى نسبة السياح الذين يقصدونها من عدة دول، حيث تقدّم عدة عروض تشجيعية وأسعارا تفاضلية وتخفيضات مغرية منذ شهر ماي الماضي، خاصة للسياح الجزائريين الذين يمثلون أكبر عدد من سياحها، علما أن عدد الجزائريين الذين قضوا عطلتهم بتونس خلال صيف 2014، بلغ 278 284 1 سائحا. وأكدت مصادر مطلعة أن عدد الجزائريين الذين زاروا تونس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، بلغ 311 ألف وافد؛ أي بزيادة قدرها 5 .7 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، والتي كان فيها العدد في حدود 289 ألف سائح. كما دخل أكثر من 45 ألف جزائري إلى تونس بعد أسبوع فقط من أحداث متحف "باردو"، وهو ما يؤكد دعمهم للسياحة التونسية، وتمسّكهم بعاداتهم في قضاء فصل الصيف بمنتجعات سوسة والحمّامات وغيرهما. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائروتونس اتفقتا على تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين في مجال السياحة والصناعات التقليدية. وحسب وزيرة السياحة التونسية، فإن الوزارة بدأت في تقريب خدماتها من السائح الجزائري؛ من خلال إشراك 200 وكالة سفر سياحية، فضلا عن تخصيص مساحات للسياحة الاستشفائية والعلاجية، متوقعة زيادة أعداد السائحين الجزائريين إلى تونس بنسبة 5 بالمائة خلال الموسم الجاري مقارنة بالموسم الماضي. ويأتي هذا في الوقت الذي عبّرت العديد من وكالات السفر الجزائرية عن تخوفها من فقدان حصص كبيرة في السوق بعد الاعتداء الإرهابي الذي عاشته تونس يوم الجمعة الماضي، والذي تخشى أن يكون أثره سلبيا على السياح الجزائريين، الذين قد يلجأون إلى تغيير وجهتهم وإلغاء حجوزاتهم بسبب تدهور الوضع الأمني بتونس.