أطلق مركز الهيئة العالمية للمسرح بالجزائر، مسابقة عالمية في التأليف المسرحي تحمل اسم "جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي، نجمة الذهبية"، بمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لميلاد الكاتب الجزائري العالمي كاتب ياسين. تهدف هذه المسابقة إلى التعريف بالكاتب الجزائري الكبير كاتب ياسين عالميا، للأجيال القادمة وحتى الحالية التي لم تتعرف عليه في حياته، من خلال تكريمه بجائزة عالمية تخلد اسمه، وتشجيع التأليف المسرحي في العالم خدمة للأدب العالمي، ومن أهداف المسابقة خلق جسور من التعارف والتعاون بين المسرحيين في العالم وجعل المسرح منبرا لتعزيز السلام والحوار، وتفتح المسابقة في التأليف المسرحي باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. وستشكل هيئات استشارية تحكيمية لكل لغة هيئتها التحكيمية تختار أحسن نص في تلك اللغة كمرحلة أولى، ثم يتم اختيار نص واحد في المرحلة الثانية من الهيئة الاستشارية التحكيمية المشتركة. والمسابقة مفتوحة للكتاب المسرحيين في العالم دون تحديد السن أو الجنس، يجب أن يكون موضوع المسرحية إنسانيا بالدرجة الأولى يدافع عن قيم إنسانية ويدعو إلى المحبة والسلام، ويجب ألا يحتوي النص على أية إساءة لأمة من الأمم في لغتها وثقافتها ومعتقدها وحضارتها وخصوصيتها، ويشترط ألا تقل صفحات النص عن 35 صفحة، ولا تتعدى 120 صفحة مكتوبة بالبنط 14 في وورد بالنسبة للعربية، وبالبنط 12 بالنسبة للغة الإنجليزية والفرنسية، وتستثنى نصوص المونودراما ونصوص مسرح الطفل من المسابقة. وجائزة «نجمة الذهبية» قيمتها 3000 دولار تمنح لأحسن نص لم يشارك ولم ينشر من قبل في أية مسابقة. ويرافق النص المسرحي المكتوب سيرة مختصرة عن المؤلف ونسخة عن بطاقة الهوية أو جواز السفر مع صورة شخصية، وستستقبل النصوص من 02 أوت إلى غاية 31 أوت 2015، ويعلن عن الفائزين يوم 15 أكتوبر 2015، وتسلم لهم الجوائز يوم 28 أكتوبر 2015 في الجزائر بمناسبة ذكرى وفاة كاتب ياسين. وترسل النصوص إلى أحد البريدين الإلكترونيين التاليين للمسابقة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ، عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وكتب ياسين الرواية والمسرح والشعر وعمل في الصحافة، وحظي بشهرة عربية وعالمية، لقب ب"نبي العصيان" و"الثوري المتمرد"، وهو من بين الأدباء الأكثر إثارة للجدل في الجزائر، من أشهر أعماله رواية "نجمة" التي ترجمت إلى عدة لغات عالمية. ولد كاتب ياسين، واسمه الحقيقي محمد خلوطي، يوم 6 أوت 1929 ببلدية زيغود يوسف، ولاية قسنطينة، تردد ياسين في صغره على المدرسة القرآنية بمسجد مدينة قسنطينة، لكنه بعد فترة وجيزة، التحق بالمدرسة الفرنسية في ولاية سطيف وفيها تابع تعليمه حتى 8 ماي 1945، اليوم الذي ارتكب فيه المستعمر الفرنسي مجازر مروعة في حق الشعب الجزائري، راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد. وبسبب مشاركته في هذه المظاهرات، تم القبض عليه بعد خمسة أيام من انطلاقها وتم سجنه. ومن وراء القضبان، وبعد عام، أصدر ديوانه الشعري الأول بعنوان "مناجاة"، ليسخر قلمه بعد ذلك لخدمة بلاده ومناهضة الاستعمار الفرنسي. هاجر إلى فرنسا سنة 1947، وفي باريس التي استقر بها تعرف على مجموعة من المناضلين والمثقفين الجزائريين، وكان يشاركهم في تنشيط حلقات فكرية وأدبية، لكنه قرر العودة إلى الجزائر عام 1970، ليستقر بمدينة سيدي بلعباس. في عام 1949، أسس رفقة ألبير كامو صحيفة الجزائر الجمهورية التي جعل منها منبرا لمناهضة الاحتلال الفرنسي للجزائر. وخلال إقامته في تونس التي دامت أربع سنوات، نشر عدة مقالات في مجلة «جون أفريك»، وعمل مديرا للمسرح الجهوي لمدينة سيدي بعلباس. يعد كاتب ياسين من أكثر الكتاب إثارة للجدل في تاريخ الأدب الجزائري المعاصر، حيث كان مفكرا حرا على الصعيد النظري وعبر أعماله الأدبية، سخر قلمه خلال الثورة لمكافحة الاحتلال وسجن بسبب مواقفه الثورية المتمردة على الاستعمار. كتب أعماله باللغة الفرنسية، لكنه كان مجبرا على ذلك، وشرح ذلك بقوله «أكتب بالفرنسية لأقول للفرنسيين إنني لست فرنسيا»، وكان يرى في اللغة الفرنسية غنيمة حرب. خلال مسيرته، قدم الكثير من الأعمال الروائية أهمها «نجمة»، كتبها وعمره لا يتجاوز ال28، ونجمة هي اسم المرأة التي أحبها، لكنها كانت متزوجة من رجل آخر، ويصنف النقاد هذه الرواية على أنها من النوع الفاصل، أي العمل الذي يحدث قطيعة بين الانتاج الأدبي السابق واللاحق، وهي رواية تأريخ ورصد للكفاح الجزائري أصدرها عام 1956، وكانت في الأصل عبارة عن قصيدة بعنوان «نجمة والسكين». صنعت الرواية الحدث الأدبي والإعلامي، وترجمت إلى عدة لغات عالمية، وباتت نصا مرجعيا في أعرق الجامعات العالمية. ولم يكتف بالرواية بل خاض غمار الشعر والمسرح، وعن هذه التجربة يقول؛ «عندما كنت أكتب الروايات أو الشعر، كنت أشعر بالحرمان لأنني لا أصل سوى إلى بضعة آلاف من الناطقين بالفرنسية، بينما وصلنا من خلال المسرح إلى ملايين المشاهدين في غضون خمسة أعوام». توزع الإنتاج الأدبي لكاتب ياسين بين الرواية والشعر والمسرح، ومن أهم أعماله "دائرة الانتقام"، و"شارع النساء"، و"المرصع بالنجوم"، و"المضلع النجمي" (1966)، و"محمد.. احمل حقيبتك"، و"فلسطين التي خانوها"، و"الرجل ذو الحذاء المطاطي"، و"الجثة المطوقة" 1959، و"القدماء يضاعفون ضراوتهم"، و"غبرة الذكاء"، و"ألف عذراء" (1958)، و"أشعار الجزائر المضطهدة" 1959. توفي كاتب ياسين يوم 29 أكتوبر 1989 بأحد مستشفيات مدينة «غرونوبل» الفرنسية، خلال فترة علاجه من مرض السرطان، ونقل جثمانه ودفن في الجزائر.