انتشى جمهور غفير بقاعة بلدية براقي لعرض مونولوغ "جن وبلعطوه" للمؤلف يوسف تعوينت، إخراج وأداء العمري كعوان، في رابع أيام الطبعة الثامنة لأيام "المونولوغ" التي تنظمها جمعية "مسرح الغد" لبراقي سنويا، بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية الجزائر وبلدية براقي. وقدم الممثل العمري كعوان عرض "جن وبلعطوه"، تناول من خلاله سيرة شاب جزائري طموح كان يحمل منذ طفولته حلم وأمل أن يصبح برلمانيا أو شخصية سياسية تستفيد منه الدولة والمجتمع، إلا أن ظروف الحياة التي عاش فيها ارتأت عكس ذلك، حيث أن الشاب الذي جسده الممثل على أنه "جن" نظرا لذكائه وطموحه القوي، كان يعيش في عائلة كبيرة وفقيرة، حالها كحال الكثير من العائلات الجزائرية التي عانت مشكل الفقر والضيق، عاش حياة يائسة، لكن رغم ذلك كان يجتهد من أجل بلوغ هدفه. وبعد حصوله على شهادة البكالوريا لم يتقبل الأهل ذلك، بسبب خوفهم من مصاريف دراسته الجامعية. وسرد الممثل لعمري كعوان مشوار الشاب الجامعي مع مشاكل الإقامة في الأحياء الجامعية وصعوبة التأقلم معها، ما دفعه إلى البحث عن أعمال بسيطة من أجل محاولة تدبر أمره وأمور مصاريفه الجامعية لينخرط في عدد من الأحزاب السياسية كناشط في الحملات الانتخابية، لكنه يفشل بسبب نفاق ممثلي الأحزاب وعدم اعترافهم بما قدمه لهم بعد توليهم المناصب السياسية، وبعد تحصله على شهادة الماجستير وتعبه في البحث عن منصب شغل محترم دون جدوى، قام بالهجرة غير الشرعية ليذوق مرارة العيش في الغربة، لكن في الأخير، وحنينا وحبا للوطن اختار العودة إلى الديار ومواصلة تحقيق حلمه رغم صعوبة ذلك. وقد لقى العرض استحسان وتجاوب الجمهور الذي تبعه بكل تمعن وصفق له كثيرا. وعرفت أيام المونولوغ ببراقي مشاركة الممثل حكيم دكار سهرة أمس، حيث شهدت كذلك تكريم عدد من الوجوه المسرحية، ويتعلق الأمر بكل من ياسين زايدي، وحسان بن زراري وعثمان بن داود. تهدف التظاهرة إلى خلق أجواء مسرحية فكاهية بهيجة، خاصة أنها عرفت توافدا ملفتا للجمهور العاصمي الذي اختار المسرح قبلة له لسهرات رمضان. وكانت العروض التي برمجت خلال التظاهرة متنوعة بين التنشيط والألعاب السحرية وعروض المونولوج، حيث نزل الكوميدي سليم الفهامة ضيفا على جمهور براقي وقدم عرضا تنشيطيا فكاهيا اختار إشراك الأطفال فيه تنوع بين الغناء والنكت، ادخل بها البهجة والسرور إلى الأطفال، رفقة الفنان المعروف بعماد "خدم راسك" الذي قدم للجمهور باقة من ألعاب خفة شيقة.