أصيبت دبلوماسية المخزن بنكسة أخرى تضاف إلى النكسات التي ما فتئت تتلقاها المملكة المغربية في قضية الصحراء الغربية. فهذه المرة لم يجدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عهدة مبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية الهولندي بيتر فان فالسوم، بناء على اعتراض من قبل البوليساريو التي احتجت على تصريحاته الأخيرة المنحازة للمغرب. وهي التصريحات التي نزع من خلالها فالسوم عباءة الوسيط الأممي وحاول أن يدخل في لعبة قذرة مفادها "اللعاب حميدة والرشام حميدة" حتى يكون الخصم والحكم في نفس الوقت، وهو الدور الذي يكون المخازنية قد شجعوه عليه ودفعوا له غاليا حتى يقول أن "خيار الاستقلال في الصحراء الغربية ليس خيارا واقعيا". لقد اتضح للصحراويين أن "فالسوم باع الماتش" فلجأوا إلى القنوات الرسمية للأمم المتحدة وهددوا بمقاطعة الجولة الخامسة من المفاوضات بين البوليساربو والمغرب التي تجري في "منهاست" الأمريكية. كما هددوا أيضا بالعودة الى الكفاح المسلح، وكما قال فالسوم ذاته فإن "الشرعية الدولية إلى جانب البوليساريو، لذلك لم يقم بان كي مون سوى بتطبيق هذه الشرعية، فأنصف الصحراويين ووجه صفعة للمخزن. ومن المتوقع أن تحمل السلسلة القادمة من المفاوضات الجديد للبوليساريو، فما ضاع حق وراءه طالب. والصحراويون هم أصحاب حق أمام المحتل المغربي الذي أصبح لا يجد حتى تقديم أعذار لمواطنيه من مخلفات الأزمة التي وضعهم فيها نتيجة تعنته في احتلال أرض اقتسمها ذات يوم مع موريتانيا بعد أن رفضت الجزائر مشاركته في توسعاته الدنيئة.