عرفت العملية التضامنية مع بداية شهر رمضان، بعض الاختلالات تسببت في حرمان العديد من العائلات من قفة رمضان، وذلك رغم كل التدابير التي اتُّخذت من طرف السلطات العمومية من أجل السير الحسن لهذه العملية، التي رصدت لها الدولة أزيد من 8 ملايير دينار، ليستفيد منها في شكل مساعدات، أزيد من 7ر1 مليون شخص محتاج. وقد جنّدت الحكومة مختلف القطاعات الوزارية، كالتضامن والشؤون الدينية والهلال الأحمر إضافة إلى الداخلية؛ من أجل توزيع قفة رمضان قبيل حلول الشهر الكريم، لضمان وصول المساعدات إلى العائلات المعوزة في آجالها، وتفادي أي فوضى أو تجاوزات تصاحب العملية، مثلما حدث في السنوات الماضية، حيث انتظرت بعض العائلات القفة إلى غاية آخر أيام الشهر الفضيل بدون أن تصلها. السيناريو تكرر هذه السنة ولكن بنسبة أقل من السنوات الماضية؛ حيث عرفت 300 بلدية صعوبات في توزيع قفة رمضان مع بداية الشهر؛ إذ لم تشرع في العملية إلا بعد مرور أسبوع كامل على رمضان في الوقت الذي لم تنطلق العملية إلا مؤخرا في بعض الحالات، وفي حالات أخرى لم توزَّع إلى حد الآن، لتتحول قفة رمضان إلى قفة العيد. وقد ساهمت حالات الانسداد التي لاتزال تعيشها بعض البلديات إلى غاية اليوم، في تأخر توزيع إعانة رمضان، التي تحولت في آخر لحظة من صك أو مبلغ مالي إلى قفة تحتوي على مجموعة من المواد الغذائية، لتحرم آلاف العائلات المعوزة منها. وقد أرجع بعض رؤساء البلديات عدم وصول القفة إلى أصحابها أو تأخرها، إلى تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي قالوا إنها أخلطت أوراقهم؛ باعتبار أن اعتماد الإعانة في شكل قفة بدل الصكوك البريدية، جاء متأخرا، ويتطلب تحضيرات خاصة. كما تأخرت العديد من البلديات عن موعد الشروع في تسليم قفة رمضان، التي قدّرتها مصادر من قطاع التضامن بأزيد من 300 بلدية لأسباب مختلفة، منها تأخر إجراءات إبرام صفقة التموين بالمواد الغذائية، وأخرى تتعلق بعدم تقيّد المموّنين بموعد التسليم. من جهتها، أكدت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، أن قفة رمضان لهذه السنة وإلى غاية 07 جويلية، وزعت بنسبة 104 بالمائة، فيما اعترفت الوزيرة مونية مسلم من جهة أخرى، بالنقائص المسجلة في التوزيع، مشيرة إلى أن المشكل كان على مستوى البلديات التي تعاني من انسداد مجالسها الشعبية البلدية أو التأخر في إجراء الصفقات في الوقت المحدد. وطمأنت المسؤولة الأولى عن قطاع التضامن، بأن العملية التضامنية للمعوزين متواصلة، خاصة ما تعلق بكسوة العيد لبعض العائلات على مستوى الولايات والدخول المدرسي وكذا المسنين المعوزين. كما أكدت مسلم أن الأعمال التضامنية التي يعمل قطاعها على تجسيدها، لا تنحصر في شهر رمضان وليست ظرفية، بل تتم وفق برنامج مسطر ومدروس على مدار السنة، يرتكز على تعزيز جهود الدولة من خلال عمليات تضامنية قوية وناجعة.