أكدت وزارة التجارة، أن برنامج مداومات التجار تجسد خلال يومي عيد الفطر المبارك بشكل شبه كلي، حيث التزم أغلب التجار المعنيين بفتح محلاتهم لضمان تموين منتظم بالخدمات والمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع. وقد بلغت نسبة الاستجابة 73ر99 % من إجمالي التجار المعنيين بالمداومة البالغ عددهم 27.117 تاجرا حسب الوزارة، فيما لوحظ من جهة أخرى أمس، أن معظم المحلات والمتاجر مغلقة في ثالث يوم مما تسبب في ظهور اكتظاظ وتشكيل طوابير أمام المخابز القليلة التي فتحت أبوابها أمس. وأفادت الوزارة المعنية أن 4.506 خباز و15.791 تاجرا في مجال المواد الغذائية العامة والخضر والفواكه، إضافة إلى 6.417 متعاملا في أنشطة متنوعة أخرى التزموا بالمداومة، هذه الأخيرة التي شملت أيضا 400 وحدة إنتاج من بينها 133 ملبنة، و235 مطحنة و32 وحدة إنتاج المياه المعدنية، فيما تم تجنيد 2.010 أعوان رقابة لضمان متابعة تنفيذ برنامج المداومات الذي أصبح إجباريا منذ 2013، حسب وزارة التجارة التي ذكرت بالمناسبة بأن القانون المتعلق بممارسة الأنشطة التجارية على غلق محلات التجار المخالفين لمدة شهر مع غرامة تتراوح بين 30 و200 ألف دينار. وبالمقابل، لوحظ أمس، عبر مختلف أحياء العاصمة، عدم استئناف غالبية أصحاب المحلات التجارية بعد ثالث يوم من عيد الفطر، نشاطهم فيما عرفت المخابز التي فتحت أبوابها استمرار الضغط المسجل بها خلال اليومين الماضيين، وتجلى ذلك بحدة في الأحياء الشعبية كباب الوادي وبلكور التي تراجعت بها وعلى غير العادة الحركية التجارية بدرجة محسوسة. فبحي كيتاني وساحة الساعات الثلاث والأزقة المجاورة لها ببلدية باب الوادي، لم يعد غالبية أصحاب المحلات التجارية لمزاولة نشاطهم رغم انقضاء يومي عيد الفطر اللذين تزامنا هذه السنة مع نهاية الأسبوع، ما شكل صورة "غير اعتيادية" لأبرز الأحياء الشعبية بالعاصمة. وحتى وإن كان عدد المحلات التي عادت للعمل اليوم أكبر من المسجل يومي العيد، إلا أنه لم يكن شاملا لكل المحلات التي يعج بها قلب باب الوادي، هذه الأخيرة التي غاب عنها أيضا غالبية أصحاب الطاولات المنتشرة بساحة الساعات الثلاث. وبمحيط سوق كلوزال بساحة أول ماي، كانت أغلب المحلات مغلقة بما فيها صيدليات ولم تعد للخدمة بشكل عادي سوى أكشاك بيع الجرائد وشحن الأرصدة الهاتفية، وحتى المحلات الموجودة بقلب السوق المغطى لم تفتح كلها. وهي نفس الأجواء التي سجلت بأحياء بلدية بلوزداد التي لوحظ بها طوابير المواطنين أمام المخابز بسبب عدم فتح كافة المخابز لأبوابها شأنها شأن المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية العامة. وبقيت غالبية المطاعم ومحلات الأكل السريع بدورها موصدة في وجه الزبائن عبر كل من شوارع حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد وتليملي والعربي بن مهيدي، والتي تراجعت بها حركة المواطنين على غير العادة، فيما عادت بعض محلات بيع الألبسة للعمل معلنة عن تخفيضات مست بالخصوص ملابس الأطفال. وبحسين داي وعلى امتداد سير خط الترامواي لوحظت محلات تجارية مغلقة منها المطاعم ومحلات بيع الملابس أو المواد الغذائية وحتى الصيدليات، ونفس الأمر يتكرر بأزقة البلدية التي بقيت فيها الحركة التجارية جد قليلة.