سطرت مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، في إطار برنامج المخيمات الصيفية لهذا الموسم، وبالتنسيق مع المتعاملين ومنها الرابطات الشبانية والجمعيات، ثلاث خرجات ترفيهية سياحية للتخييم في ولاية بجاية، وتحديدا بسوق الإثنين، لفائدة أطفال بلديات العاصمة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة. عرفت ساحة أول ماي مؤخرا، توافد 200 طفل رفقة ذويهم للالتحاق بالحافلات التي كانت في الموعد، لتنطلق بهم نحو المخيمات الصفية في ولاية بجاية الساحلية، وقد أعطيت إشارة انطلاق القافلة الأولى المكونة من أربع حافلات صبيحة يوم الأربعاء، وقد كان حماس الأطفال كبيرا، خاصة أولائك الذين لم يسبق لهم أن غادروا حدود العاصمة، على غرار البرعم تامر من بلدية وادي السمار، الذي قال في دردشته معنا بأنه يشعر بفرحة كبيرة، لأنه سيزور ولاية بجاية التي لا يعرف عنها غير الاسم، وأن حماسه الكبير جعله يستعجل طلوع النهار في الليلة التي سبقت موعد الرحلة. أما سيد علي من بلدية الكاليتوس، فقال؛ إن فرحته الكبيرة بالرحلة جعلته ينسى تقبيل والده ويهرول سريعا لأخذ مكان بالحافلة خشية ألا يجد له مكانا أو أن تغادر الحافلة من دونه، بينما عبّر وليد من بلدية الحراش عن فرحته الكبيرة للمشاركة في المخيم الصفي والاستمتاع بالبحر، خاصة أنه لا يزور البحر إلا نادرا. وإذا كانت فرحة الأطفال بزيارة ولاية بجاية كبيرة، فإن الأولياء لم يخفوا امتنانهم لهذه المبادرة التي مكنت أبناءهم الاستفادة من خرجة ترفيهية سياحية منظمة ومؤطرة، ومن دون أي تكاليف، وهو ما حدثتنا به أم كمال، حيث قالت بأن مثل هذه الخرجات تخفف على الأولياء الذين لا يملكون الإمكانيات للترفيه على أبنائهم، كما أن فكرة التخييم تعلم أبناءهم معنى الحياة الجماعية ومشاركة الغير وتخرجهم عن روتين الحياة اليومية. وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند عبد الكريم الذي كان بصدد تقديم بعض التوجيهات لابنه، حيث قال؛ "للمخيمات الصيفية جانب تربوي ترفيهي، من أجل هذا رغبت في أن أرسل ابني"، ويعلق؛ "لا أشعر بأي قلق عليه لأنه بين أيدٍ أمينة وأنا على يقين من أنه سيتعلم الكثير من الأمور المفيدة وسيستمتع بزرقة بحر بجاية التي لم يسبق له أن زارها من قبل". وحول الأهداف المسطرة من وراء تنظيم مخيمات صيفية لفائدة الأطفال، قال عبد الحميد بومنصورة، رئيس مكتب البرامج الاجتماعية والترفيهية بمديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، بأن مديرية الشباب والرياضة دأبت وعلى مدار سنوات، على تسطير مخيمات صيفية لفائدة أطفال العائلات ذات الدخل الضعيف، لتمكينهم من رحلات ترفيهية سياحية تربوية وتثقيفية يؤطرها مربون مكونون ومختصون نفسانيون وأطباء، ليتم إحاطة الأطفال بكل ما يمكن أن يحتاجوا إليه، مشيرا إلى أن الهدف من المخيمات الصيفية هو إعطاء الفرصة لكل أطفال بلديات العاصمة مثل بلدية الكاليتوس، الرويبة، الحراش، الرغاية، الرحمانية والسويدانية التي تبعد عن الشواطئ للاستفادة من الاستجمام بحكم أن أغلب الأطفال، إن لم نقل كلهم، يربطون دائما العطلة الصيفية بالبحر، إلى جانب تعليمهم معنى الحياة الجماعية وإخراجهم من الجو الروتيني اليومي بالمنازل، والسماح لهم أيضا باكتساب بعض المهارات وتكوين الصداقات وتعلم مختلف الأنشطة التي تقام طيلة 12 يوما، وهي المدة المقررة للتخييم حتى لا يشعر الأطفال بالملل لتتاح لغيرهم فرصة التخييم أيضا. من جهته، قال رشيد شنوفي رئيس رابطة آفاق للشباب المتعامل الأساسي مع مديرية الشباب لولاية الجزائر، أن مثل هذه المخيمات الصيفية تعتبر فرصة لإخراج الأطفال من محيطهم المغلق في المنزل أو الحي وتمكينهم من مقاسمة العطلة مع غيرهم في إطار مخيم صيفي منظم يحوي الكثير من البرامج التربوية والترفيهية وكذا خرجات سياحية، للتعرف على المواقع الأثرية وجمال الولاية الساحر، دون أن ننسى السهرات الليلة. وفي رده على سؤالنا حول المعايير التي تم على أساسها اختيار ولاية بجاية دون غيرها من الولايات، قال بأن الاختيار جاء على أساس أنها ولاية لا تبعد كثيرا عن العاصمة، حتى لا يشعر الأطفال بالتعب من الرحلة، خاصة أولائك الذين لم يسبق لهم السفر لمسافات طويلة، إلى جانب كونها ولاية ساحلية، أضف إلى ذلك أن شواطئ بجاية معروفة بنظافتها وجمالها، وعليه تقرر أن تكون هذه الأخيرة وجهة القافلة الترفيهية لهذه السنة، لاسيما أن سلطات الولاية قدمت كل التسهيلات لإنجاح التخييم.