كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، عن تخصيص إعانة مالية استثنائية لولاية قسنطينة من صندوق الوزارة؛ قصد تزويدها بالعتاد الخاص بالأشغال العمومية والنظافة والتطهير بعد تقديم دراسة تقنية، إلى جانب منح إعانة مالية استثنائية أخرى للمدينة الجديدة علي منجلي، لإعادة تأهيل وتجديد شبكات التطهير وكذا الماه الشروب بها؛ لحمايتها من خطر الفيضانات بالتعاون مع وزارة الموارد المائية. وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية خلال زيارته الاستعجالية، أول أمس، إلى قسنطينة عقب الفيضانات التي عرفتها الولاية خلال اليومين الفارطين خاصة على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، أن هذه الأخيرة ستُخص بتنظيم إداري وتقني، على غرار إنشاء مديريات شبه تنفيذية للتكفل بانشغالات السكان اليومية. وأضاف بدوي في هذا الصدد، أن مجموعة عمل تعكف حاليا على إعداد رؤية جديدة لتسيير شؤون المدينة، وتقديم الاقتراحات للوزارة الأولى بتعليمة من رئيس الجمهورية لتجسيدها ميدانيا على أرض الواقع، مشيرا إلى أن تعليمات رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء الأخير، ركزت على وجوب الاهتمام بالمدن الجديدة، وعلى رأسها المدينة الجديدة علي منجلي التي يفوق تعدادها السكاني اليوم 450 ألف نسمة. كما أشار الوزير إلى أن دائرته الوزارية تعمل على إعداد مرسوم تنفيذي لاستحداث مندوبيات ولائية للمخاطر الكبرى، منبثقة عن المندوبية الوطنية، والتي سيكون لها هي الأخرى تنظيم خاص، حيث ستعمل هذه الأخيرة، حسب الوزير، على وضع استراتيجيات مستقبلية بالتعاون مع مختلف الهيئات والقطاعات، للتكفل بتقديم الإجراءات الخاصة بمواجهة المخاطر الكبرى، وعلى رأسها الفيضانات. وقد تَوقف وزير الداخلية والجماعات المحلية على هامش الزيارة عند النقاط السوداء التي أدت إلى هذه الفيضانات. وحسب الشروحات المقدمة فإن سبب الفيضانات راجع إلى الرداءة في نوعية إنجاز المشاريع، خاصة على مستوى وادي بومرزوق والانسداد في البالوعات وانتشار القمامات، حيث جرفت الحملة ما يقارب 04 آلاف طن من النفايات، وقد تم في الصدد تعيين مؤسسة "ألترو" العمومية، لمعالجة هذه المشاكل، مع اختيار مكتب دراسات متخصص، على أن تكون التدخلات مدروسة ومضبوطة من طرف الأخصائيين لتفادي الأخطاء السابقة. وأضاف أنه سيتم القيام بتقييم بشأن إنجاز عمليات التطهير وجمع النفايات التي تم لأجلها تسخير وسائل مالية هامة، مذكرا بأن 60 مليار د.ج تم تخصيصها لإعادة تأهيل المدينة الجديدة علي منجلي. وشدد الوزير بأنه يتعين على المسؤولين المعنيين "إعادة توجيه نظرتهم" من خلال التركيز أكثر على الانشغالات المطروحة في الميدان، وعلى العمل الجواري واستباقه الأحداث قبل أن يلح على ضرورة وأهمية تسخير وسائل التدخل للمؤسسات العمومية والخاصة، مع اقتراب حلول الدخول الاجتماعي، كما أوضح أن "النقاط السوداء" لا بد من جردهاومعالجتها. وقدّم وزير الداخلية، بالمناسبة، تعليمة من أجل تخصيص غلاف مالي بقيمة 700 مليون د.ج موجه، في البداية، لإعادة هيكلة عمليات التموين بمياه الشرب بمدينة علي منجلي؛ بهدف إنجاز، بهذه المدينة، أروقة وأنقاب أفقية موجهة لحماية هذا القطب الحضري من خطر الفيضانات. وإذ نقل وزير الداخلية والجماعات المحلية تعازي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والحكومة لضحايا هذه الفيضانات، فقد أكد السيد بدوي أن الدولة تبذل جهودا كبيرة من أجل التكفل بالمواطن، معتبرا أن هذه الأمطار غير عادية؛ لأن وصول المياه إلى علو 100 ملم في مدة 25 دقيقة، حسب الخبراء، أمر غير عادي، خاصة أن هذه المنطقة التي تُعد ذات طابع فلاحي، اعتادت ألا يتجاوز فيها مياه الأمطار علو 300 ملم سنويا. وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية على اتخاذ إجراءات من أجل التكفل باحتياجات المواطن خلال الأسابيع القادمة.