مشهد الحركية والنشاط في مدننا وبشوارعها وأزقتها وحاراتها بعد صلاة العصر ينقلب في الصباح الى مشهد للسكون وقلة الحركة والتثاؤب لدى البعض، إن لم نقل يعد امتدادا لليل بالنسبة لنوّام رمضان الذين لا يصحون نهارا إلا قليلا. وقد يجد بعض هؤلاء أعذارا ومسوغات لذلك، كأن يقول الشاب البطّال: وماذا أفعل وعندما أفتح عيني وأنا ليس لي »لا خدمة ولا دمة«؟ ويقول أيضا العامل المستفيد من عطلة سنوية »خطّط لها« في رمضان: "دعوني أستفيد من عطلة السنة" لا يكلم احدا ويصوم عن »الصحو« خلال الصباح. وتقول بعض النسوة اللواتي يشاركن أولادهن غير العاملين أو بعولتهن العاطلين هذا السبات، الذي لا يكسره إلا الصبيان الذين لا يؤمنون بذلك ولا يعنيهم الصوم، فيفسدون على إخوانهم وآبائهم وأمهاتهم صومهم عفوا نومهم العميق، مما يجعل بعض العائلات تحتال لذلك بأن تلجأ الى التلفاز وقنوات الرسوم المتحركة حتى لا يتحرك الصغار ويتسمّرون في أماكنهم؛ بينما يسمح بعض الأولياء، بل يطردون أبناءهم للعب في الشارع. وقد يتعرّض الصغار لقسوة الكبار في الشهر الفضيل فينهالون عليهم ضربا وشتما لأنهم أخرجوهم من العالم الآخر.. والذنب في ذلك ليس ذنب البطالة أو العطلة أو الصبية، وإنما ذنب الإنسان الذي لا يحترم الوقت أولا وفضل وقدسية الشهر ثانيا وينغمس في الخمول والكسل ثالثا..وكل ذلك يحرم الصائم من حكمة الصوم وثوابه.