تستقبل شركة إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء "لاتراكو" ببلدية بئر توتة الآلاف من المواطنين الباحثين عن أضحية عيد سليمة تتماشي والسنة النبوية الشريفة، مع ضمان إبقاء الأضحية بإسطبل الشركة إلى غاية عشية عيد الأضحى بمبلغ إضافي يقدر ب 500 دج فقط. وحسب المدير التقني والتجاري بالشركة السيد، بلال حاجي، فقد تم منذ السبت الفارط تسويق أكثر من 1400 رأس، وسيتم استقبال 1500 رأس إضافية ابتداء من اليوم لتلبية طلبات 41 اتفاقية تم توقيعها مع مؤسسات عمومية وجمعية خيرية واحدة بسطيف، بالإضافة إلى المواطنين العاديين. الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى مقر الشركة التي تضم العديد من الإسطبلات، جعلتنا نقف عند العدد الهائل من المواطنين الذين يزورون مقرها كل سنة في مثل هذا المواعد. وعن سبب هذا الإقبال، يقول ممثل الشركة السيد حاجي "إن لاتراكو هي الوحيدة التي تقبل بيع الأضاحي بالتقسيط في إطار الاتفاقيات المبرمة مع مصالح الخدمات الاجتماعية للمؤسسات العمومية، بالإضافة إلى السماح للمواطن بترك أضحيته، بعد اختيارها ودفع قيمتها، في إسطبل الشركة إلى غاية عشية عيد الأضحى مقابل 500 دج فقط". وبخصوص أسعار الأضاحي، أشار السيد بلال حاجي إلى أن رؤوس الغنم المسوّقة تتم تربيتها وتسمينها عبر 03 مزارع تابعة لمجمع تسيير الإنتاج الحيواني "برودا" بكل من الجلفة، الأغواط والبرواقية، ويتم كل سنة توفير أكثر من 3 آلاف رأس غنم لتلبية طلبات عيد الأضحى، في حين يتم خلال باقي أيام السنة تموين نقاط بيع اللحوم الحمراء التابعة لشركة الجزائرية للحوم الحمراء" ألفيان". وبالنسبة للأسعار المتداولة هذه السنة، فقد تم تحديدها بعد إعداد دراسة عن سوق بيع المواشي، وهي تتراوح ما بين 34 إلى 56 ألف دج للأضحية التي يزيد وزنها عن 70 كيلوغراما. وقد تم استعمال ألوان خاصة لكل رأس تماشيا ووزنه حتى يتسنى للمواطن وأعوان الشركة تحديد سعره، فمثلا تم وضع علامات بلون أخضر للأغنام التي يبلغ سعرها 34 ألف دج، واللون الأزرق التي يبلغ سعرها 36 دج، أحمر بالنسبة للغنم بسعر 40 ألف دج، وبني بسعر 44 ألف دج، أسود بسعر 48 ألف دج، واللونين الأخضر والأحمر بسعر 52 ألف دج وأحمر وأسود ب55 ألف دج، ومن لا يحمل أية علامة على ظهره فهو اكبر رأس غنم بسعر 56 ألف دج. الطلب على كل ذي قرنين كبيرين ولونه أسود ولدى تقربنا من بعض المترددين على الشركة، أجمعوا لنا أنهم تعودوا على اقتناء أضاحي العيد من عند نقاط البيع التابعة لمؤسسة العمومية لضمان تواجد بيطري لمعاينة الأضحية قبل نقلها، بالإضافة إلى نظافة المكان وكسب ثقتهم من طرف المؤسسة، بالنظر إلى نوعية لحوم الأغنام التي تم اقتناؤها السنوات الفارطة. من جهته، أكد لنا ممثل إحدى الشركات التي تتعامل بالاتفاقيات مع "لاتراكو" لاقتناء أضاحي العيد لعمالها، أن هذه المؤسسة هي الوحيدة التي تسمح للمواطن بشراء أضحيته بالتقسيط، وذلك بعد الاتفاق مع مصالح الخدمات الاجتماعية التي تقوم بدفع قيمة المعاملة، ويتم اقتطاع قيمة الأضحية المختارة من طرف العمال من أجرتهم الشهرية. وأشار المتحدث إلى أن العمال يقومون بزيارة إسطبلات الشركة لاختيار أضاحيهم، ليتم بعد ذلك تسليم تصاريح خاصة يحدد فيها وزن وسعر الأضحية، يتم تقديمها لمصالح الخدمات الاجتماعية لتحديد قيمة الاقتطاع الشهري. من جهته، تعهد السيد حاجي بضمان توفير أضاح إضافية إلى غاية عشية عيد الأضحى، و أن تطلّب الأمر سيتم شراء قطعان من عند موالين لتلبية طلبات السوق، بشرط أن يكون هذا الأخير يملك بطاقة موال وتكون أسعار البيع مدروسة حتى يتم ضمان توفير أغنام بأسعار مختلفة تماشيا ومداخيل المواطنين. البياطرة يؤكدون أن الماشية في صحة جيدة وردا على سؤالنا بخصوص الوضعية الصحية للقطعان الموجه للنحر، أكد لنا حاجي أن تقارير البياطرة تؤكد سلامة الأغنام من أي أمراض معدية، ما عدا تسجيل حالات الإصابة بالخراج "دملة"، وهنا يرفض المواطنون اقتناء هذه الأغنام بحجة أن الأضحية الموجه للنحر يجب أن تكون سليمة في شكلها الخارجي وغير مصابة. كما أن المؤسسة تحرص على مراقبة كل الأغنام عند وصولها إلى الإسطبل وطوال فترة إقامتها، ويسمح للمواطن بطلب استشارة الطبيب البيطري المتواجد يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى السابعة مساءا عند اختيار أضحيته، وحتى عند تسلمها بعد قضاء وقت بالإسطبل. وبغرض تلبية طلبات المواطنين، تقرر رفع عدد الأطباء إلى ثلاثة لضمان التناوب في العمل. وبخصوص إمكانية فتح إسطبلات الشركة للموالين لبيع قطيعهم بطريقة مباشرة للمواطن بغض دحر المضاربة، تنفيذا لدعوة الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أكد حاجي أنه لا يمكن السماح بدخول أغنام "غريبة" إلى الإسطبلات خوفا من انتشار أمراض معدية وسط القطعان، مشيرا إلى أن الحفاظ على السلامة الصحية للأغنام التابعة للشركة أمر لا يستهان به. وعن الآفاق المنتظرة من فرع "لاتراكو"، يقول ممثل الشركة إنه يتوقع الرفع من عدد القطعان التي يتم تربيتها وتسمينها في مزارع ولاية الجلفة قصد تموين المذبح الجديد الذي تم إنجازه بالمنطقة لضبط سوق اللحوم الحمراء. مع العلم أن الشركة لا تتلقى أي نوع من الدعم المالي وتقوم بتسيير المزارع من مداخيل مبيعات اللحوم الحمراء والأغنام خلال فترة عيد الأضحى.