أعلن وزير الاتصال حميد قرين، أمس، عن إنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة قبل نهاية العام الجاري، وذلك بعد استكمال عملية توزيع بطاقة الصحفي المحترف التي تشرف على نهايتها بنهاية شهر سبتمبر الجاري. وقال السيد حميد قرين، في ندوة صحفية نشطها أمس، على هامش تنظيم وزارة الاتصال لدورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة بقصر الثقافة مفدي زكريا، أنه تم إلى غاية الآن تسليم 3100 بطاقة صحفي محترف ليصل الرقم مع نهاية الشهر الجاري، إلى 3500. واعتبر الوزير هذا عددا كافيا للتوجه نحو تنظيم انتخابات قبل نهاية العام الجاري، لإنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة ومجلس أخلاقيات المهنة واللجنة الدائمة لبطاقة الصحفي المحترف التي ستكون مسؤولة مستقبلا عن منح هذه البطاقة. وفي هذا السياق جدد وزير الاتصال، دعوته للصحفيين الذين لم يقدموا ملفاتهم بعد للحصول على بطاقة الصحفي للإسراع في تقديمها لما تمثله هذه البطاقة من أهمية في تسهيل مهمتهم الإعلامية، وتمكينهم من الوصول إلى مصادر الخبر. وأيضا لتمتع حامليها بامتيازات في مجالات مختلفة كالنقل والسياحة والبريد وتكنولوجيا الاتصال. وفي رده على سؤال حول الجوائز التي تمنحها بعض الجهات للصحفيين، أكد وزير الاتصال أن جائزة رئيس الجمهورية، التي أقرها مؤخرا في مجال الإعلام تبقى الأهم والأسمى. ومن جهة أخرى تطرق الوزير إلى عمليات التفتيش التي تجريها وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي على مستوى المؤسسات الإعلامية، وقال بأن العملية متواصلة وجادة وتتميز بالسرية وهو ما يجعله غير مخول لكشف ما توصلت إليه التحقيقات إلى غاية الآن، وفي النفس الوقت نفى أن تكون هناك قنوات أجنبية ممنوعة من العمل في الجزائر. وجاءت تصريحات وزير الاتصال حميد قرين، على هامش تنظيم وزارة الاتصال أمس، لدورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة نشطها رئيس المجلس السويسري للصحافة، السيد دومنيك فون بورغ، تحت عنوان "أخلاقيات المهنة ضامن لصحافة ذات مصداقية". وقدم الصحفي السويسري، عرضا عن تجربة الصحافة في بلاده انطلاقا من مصادقة الصحفيين السويسريين على غرار زملائهم الأوروبيين على ميثاق أخلاقيات المهنة الذي تم من خلاله تنصيب مجلس الصحافة، وقال بأنه بمثابة هيئة تنظم العمل الإعلامي في بلاده من دون أن تكون لها صلاحيات لفرض عقوبات. وفي هذا الإطار اعتبر الصحفي السويسري، أنه يتوجب على الصحفي القيام بعمله وأن يتأكد بأن المعلومة التي ينقلها صحيحة وتصب في خدمة المصلحة العامة. وهو ما جعله يؤكد أنه في عهد تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة "يتوجب على الصحفي تقديم معلومة ذات مصداقية حتى تتميز عن الأخبار التي تبث عبر شبكات التواصل الاجتماعي". وقال إنه ضمن هذا الكم الهائل من الأخبار فإن الصحفي "لن ينجح إلا إذا قدم معلومات بشكل مستقل في ظل الالتزام بالحقيقة واحترام الأشخاص". ولدى تطرقه إلى واقع الصحافة في الجزائر اعتبر رئيس المجلس السويسري للصحافة، أن مهنة الصحافة في الجزائر بحاجة إلى أن تنظم نفسها أكثر، مشيرا إلى ضرورة تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للصحفيين. ويذكر أن هذه الندوة تندرج ضمن سلسلة الدورات التكوينية لفائدة مهنيي الصحافة التي تحرص وزارة الاتصال، على تنظيمها شهريا منذ أكثر من عام ضمن مسعى لتطوير مستوى الصحفي. للإشارة فإن دومنيك فون بورغ، بدأ حياته المهنية كمحرر ومراسل من واشنطن لحساب يومية "منبر جنيف" عام 1979، قبل أن ينتقل إلى الإذاعة والتلفزيون السويسري، وشغل منصب رئيس تحرير ومنشط لعدد من الحصص السياسية وعين منذ عام 2008 رئيسا للمجلس السويسري للصحافة الذي انضم إليه منذ عام 2000.