عند الحديث عن التدخين كآفة خطيرة تهدد صحة المواطن، يباشر المختصون الإدلاء بآرائهم حول أهم المخاطر الصحية الناجمة عن السيجارة للفت انتباه الفئة التي لا تزال غافلة وتجد لذة في هذه الأخيرة. اقتربت "المساء" من رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والفيزيولوجية بالمؤسسة الاستشفائية للروبية، الأستاذ مرزاق غرناؤوط بمناسبة مشاركته مؤخرا في إحياء اليوم الوطني لمكافحة التدخين، حيث كشف من جهته عما تحمله هذه السيجارة من مخاطر تستدعي التوقف العاجل عن تدخينها. يقول الأستاذ مرزاق: "يتربع سرطان الرئة على رأس الأمراض الخطيرة التي يتسبب فيها التدخين بنسبة 90 بالمائة، متبوعا بأنواع أخرى من السرطان تنتشر على الخصوص بمنطقة الأذن والأنف والحنجرة، ناهيك عن انسداد القصبات الرئوية المزمن وأمراض تنفسية أخرى، مشيرا إلى وجود علاقة وطيدة بين النوبات عند المصابين بأمراض الربو الناجمة عن التدخين، لذا نجد أن أرباب الأسر الذين يدخنون بالمنزل ولهم أطفال مصابون بأمراض الحساسية تزيد لديهم نسبة النوبات التنفسية الحادة مقارنة بأولئك الذين لا يتوفر في وسطهم العائلي مدخنون. من أجل هذا نحث كمختصين الأولياء الذين يرفضون الإقلاع على التدخين تجنب على الأقل التدخين بالأماكن التي يتواجد فيها مصابون بمختلف أمراض الحساسية. عند الحديث عن السرطانات التي تعد من أكثر الأمراض خطورة نجد أن سرطان الحنجرة يمس من 20 إلى 50 حالة في كل 100 ألف نسمة في الجزائر، وهو رقم كبير وخطير مقارنة بعدد السكان، إلى جانب التهاب القصبات الهوائية والقصور التنفسي المزمن والربو الذي تشير الإحصائيات إلى إصابة أكثر من 3.5 بالمائة'' يقول المختص في الأمراض الصدرية مضيفا أن "المطلوب اليوم، والتدخين يتسبب في 32 مرضا خطيرا بالنظر إلى احتوائه على 4000 مادة مضرة بالصحة، 40 من بينها الإصابة بالسرطان، التوقف النهائي عن تعاطي هذه الآفة، والعمل عليها ينبغي أن لا يستهدف كبار السن من الذين تعودوا على السجائر وأصبح التوقف عن إدمانها لديهم مستحيلا، لابد أن يستهدف هذا التوقف الفئة الشابة من خلال التكثيف من الأيام الإعلامية والتحسيسية وأن نحاول من خلالها التركيز على الأمراض الخطيرة التي تحدثها السجائر لخلق نوع من الترهيب وإن كنت أعتقد، "أن العمل التحسيسي غير كاف في ظل عدم تفعيل القوانين الردعية التي تعاقب كل من يخالف مثلا التدخين في الأماكن العمومية، ولعل غياب الصرامة في تطبيق القانون جعل الشيشة هي الأخرى تجد مكانا لها بين آفتي التدخين والشمة، إذ أصبح الإقبال عليها من الفئة الشابة كبيرا لاسيما بعد أن تبنتها المطاعم والمقاهي كمظهر اجتماعي جديد". التوقف عن التدخين يتطلب من المقبل على هذه الخطوة أن يتحلى بإرادة قوية، بينما نتكفل نحن يقول المختص بالجانب الخاص بالمرافقة الطبية من خلال تواجدنا بمختلف المراكز العلاجية والمقدرة ب53 مركزا أنشأتها الوزارة خلال السنة الماضية، حيث ستتكفل هذه المراكز الجوارية بتحسين العلاج الذي يستدعي وصف الملصقات التي تعوض النيكوتين بجسم المدخن، وإن كنت أعتقد أن هذا العلاج مكلف جدا وغير معوض من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الأمر الذي قد يحبط عزيمة الراغب في التخلي عن هذه الآفة.