أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبدالله غلام الله، عن تأجيل حفل توزيع الجوائز على مكاتب الدراسات الخمسة المؤهلة في مسابقة أحسن تصميم هندسي لمشروع جامع الجزائر، الذي كان النقطة الوحيدة التي تمت دراستها في مجلس الحكومة المنعقد أمس، برئاسة رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم·وأرجع الوزير أسباب تأجيل الحفل الذي كان مقررا اليوم الأربعاء إلى رداءة الأحوال الجوية التي سادت عدة ولايات من الوطن لا سيما العاصمة والتي خلفت خسائر بشرية ومادية، وهو ما اضطر رئيس الحكومة الذي كان سيشرف على الحفل إلى النزول إلى الميدان مع عدد من الوزراء للإطلاع على الوضع عن كثب· لتذكير كان من المفترض الإعلان عن الفائز في المسابقة الوطنية والدولية لأحسن تصميم هندسي خاص بجامع الجزائر مساء اليوم بالنادي الوطني للجيش في بني مسوس· وتم الإعلان عن هذا التأجيل في الندوة الصحفية التي عقدها أمس، وزير الاتصال رفقة وزير الشؤون الدينية في المركز الدولي للصحافة والتي خصصت للحديث عن تفاصيل مشروع جامع الجزائر الذي شدد الوزيران في تدخلهما على أهميته الكبيرة· ففي حين قال وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة، أن تخصيص مجلس حكومة لملف جامع الجزائر يؤكد "الأهمية الخاصة التي يكتسيها هذا المعلم والعناية التي يوليها رئيس الجمهورية له"، فإن وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله، استرسل في الحديث عن أهمية المشروع من باب أنه سيؤرخ لتاريخ الجزائر الحديث كما أرخت لتاريخه القديم مساجد أخرى كالجامع الكبير ومسجد كتشاوة· ولهذا اعتبر أن الحديث عن تكاليفه التي قدرها بين 40 و50 مليار دينار أي 500 مليون أورو على أقصى تقدير "ليست مهمة" بقدر أهمية نوعية الإنجاز والنتيجة التي سيتم الخروج بها عند الانتهاء من بناء الجامع· هذا الأخير كما ذكر الوزير سيكون بمثابة مركب ديني وثقافي يضم أربعة هياكل رئيسية هي عبارة عن مسجد ومركز ثقافي كبير جدا ودار للقرآن هي بمثابة معهد لتدريس الشريعة وعلوم الدين إضافة إلى المنارة التي قال أن علوها سيكون شاهقا "على قدر ما تتحمله الأرضية"، مشيرا إلى أنها أي المنارة لن تكون فارغة ولكن ستضم طوابق، كل واحد منها سيكون بمثابة متحف يمثل عصرا من العصور الإسلامية في الجزائر· ولدى تطرقه إلى الموقع الذي أختير لبناء الجامع والذي أثار عدة تعاليق، أوضح وزير الشؤون الدينية، أن اختياره في قلب خليج العاصمة لم يكن أمرا سهلا باعتبار أنه من الصعب إيجاد قطعة أرضية واسعة في الجزائر العاصمة، التي شهدت توسعا عمرانيا كبيرا· وقال أن اشكالية الموقع تطلبت أخذ وقت كبير في البحث وفي اتخاذ القرار، إلا أنه اعتبر أن الموقع المختار "هام جدا وله دلالات تاريخية"· وتجدر الإشارة إلى أن جامع الجزائر سيكون مكانا للعبادة بالنسبة للمصلين وقطبا جذابا للباحثين والمؤرخين والفنانين والحرفيين والطلبة والجمهور عموما· ويتواجد الموقع المخصص له شرق العاصمة على مساحة 20 هكتارا ويوفر إطلالة على البحر الأبيض المتوسط ومن شأنه أن يكون أحد المعالم الرئيسية للعاصمة، ويتضمن برنامج المسجد على الخصوص ما يلي: - فناء وقاعة للصلاة تقدر مساحة كل منهما ب 20.000 متر مربع· - منارة حيوية مفتوحة للجمهور وتتميز بعلوها· - دارا للقرآن تسع 300 مقعد بيداغوجي· - مركزا ثقافيا إسلاميا يتربع على مساحة 8000 متر مربع، ويشمل مراكز للعرض ومكتبات وقاعات مجهزة بوسائل الإعلام· - مباني إدارية وحظيرة تسع 4000 إلى 6000 سيارة· - مساحات خضراء وفضاءات مائية مهيأة على مساحة قدرها 10 هكتارات· وقد أجرى مجلس الحكومة تقييما لتوصيات ونتائج أشغال اللجنة المشرفة على المسابقة الوطنية والدولية لإنجاز الجامع التي تعلقت خصوصا بالجوانب المرتبطة بالعرض التقني والمالي والخبرة المهنية العامة لمكاتب الدراسات الخمسة المؤهلة مسبقا· وبعد نقاش واسع، حدد مجلس الحكومة جملة من الاقتراحات سترفع إلى رئيس الجمهورية للتقدير واتخاذ القرار حسب ما أكده بيان مجلس الحكومة· للإشارة وقبل الشروع في دراسة النقطة المدرجة في جدول الأعمال إستمع مجلس الحكومة إلى عرض حول التقلبات الجوية التي أصابت الكثير من ولايات البلاد والتي تسببت في إلحاق خسائر بعدد من المساكن وببعض المنشآت الأساسية للطرقات· واستعرض المجلس الأعمال التي باشرتها السلطات العمومية من أجل التكفل بالآثار المترتبة عن التساقط الكبير للأمطار، كما حدد تدابير تكميلية وجند وسائل إضافية قصد تقديم العون الضروري للسكان المعنيين واستعادة حركة المرور في كل محاور الطرقات في أقرب الآجال· وأكد وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة، إعطاء تعليمات لأفراد الجيش الوطني الشعبي، ليكونوا متأهبين لمساعدة المواطنين المتضررين من سوء الأحوال الجوية إذا تطلب الأمر ذلك·