اختتمت مؤخرا فعاليات الأسبوع الثقافي لولايتي البيض وسطيف التي احتضنتها عاصمة الثقافة العربية بقسنطينة، بعد أيام من العرض والنشاط المتضمن لكل تجليات التراث الثقافي والفني المميز لهاتين المنطقتين العريقتين، كما كانت المناسبة فرصة للتبادل الثقافي لتنتهي بالكثير من الانطباعات الإيجابية والذكريات الجميلة. تميز حفل الختام ببرنامجه الفني الثري الذي أمتع الحضور بألوان فنية عكست طابع كل ولاية. وانطلق الحفل باستعراض فني ببهو قاعة العروض أحمد باي لفرقة العلاوي "النجمة" من البيض، التي قدم أعضاؤها لوحات فنية موسيقية راقصة من التراث الأصيل، تلتها فرقة "أحرار" من حمام السخنة، ثم فرقة "نجوم الهضاب" من سطيف، أديا طابع السراوي الذي تشتهر به المنطقة. وعلى عكس حفل الافتتاح الذي بدأ بفرق ولاية سطيف، افتتحت فرقة إحياء التراث من البيض بقيادة الفنان الشيخ نعماوي بوعمامة السهرة الختامية بأغنية من أداء وتلحين الفنان إرقيق قويدر الذي قدم أغنية بعنوان "الصلاة والسلام عليك يا المداني" من كلمات الشاعر محمد بلخير، تلاه زميله بشير بلحاج الذي أدى أغنية من ألحانه وكلماته تحت عنوان "بور بور"، ليكون ختام الشطر الأول من السهرة الفنية من أداء الفنان الشيخ نعماوي بوعمامة الذي قدم أغنية بعنوان "مدقوق يا ابن أما" من كلمات مولاي السلطان. أما الشطر الثاني من السهرة الفنية، فقد كان شبابيا بامتياز، نشطته مجموعة من الفنانين ممن يحملون الآن لواء الأغنية السطايفية الأصيلة وكان ذلك بإشراف فرقة جمعية الجامحة للغناء العصري، حيث أدت مجموعة من الأغاني لفقيد الساحة الفنية بسطيف المرحوم سمير بلخير المعروف بسمير السطايفي وكان من ضمن ما قدم أغنية "حارة زمور"، التي أداها الشاب الباز، و«مول الشاش" التي أداها الشاب فيصل، كما أدى الشاب فارس أغنية "مرسول الحب"، والشاب عبد الغاني أغنية "يا بوطيبة داويني"، والشاب مامين أغنية "أخلاص أخلاص". واختتم عميد الأغنية السطايفية بكاكشي الخير الحفل الفني بأداء أغنية "شيفور الطاكسي". كان للشعر مكانه في ليلة الاختتام، من خلال أداء الشاعرة جميلة عظيمي زيدان، أستاذة اللغة الإنجليزية التي أصدرت العديد من القصائد باللغة العربية، الفرنسية والإنجليزية، ولها 10 دواوين مطبوعة، والعديد من الكتب على غرار "بقايا الجرار" (شعر عربي)، سفر مع المغيب، إضافة إلى مجموعة روائية منها "ريح العنب"، ولديها أيضا رواية باللغة الفرنسية تتكلم فيها عن شر الاستعمار الفرنسي ثم العشرية السوداء بعنوان "الشر والسوء"، إضافة إلى روايات باللغة الإنجليزية منها "الجسر"، و«ضياع في الصحراء" (مجموعة قصص). وقرأت ضيفة قسنطينة التي أكدت اعتزازها بهذه التظاهرة الثقافية الكبرى، أبياتا من كتابها "ربيع الزمن العاصف"، قصيدة بعنوان "قديم رماه الظهر"، قالت في مطلعها: رأيت زماني بالعقول يتاجر ... ومنه شذى العقول يغدو يغادر وظهرا كأيدي الطفل بالذر عابثا ... يضل يداس الذر والوحل فاخر ويعلو خفيف العقل من غير همة... يشد فقاعة في الجو تغامر وللأرض في حكم الثقال مهابط... يغور الثقيل الصلب والضر ساخر ثم قرأت أبيات أهدتها إلى الجزائر قالت فيها: يا موطني يا حرقة في موجعي ... يا جمرة قلبي لهيبها حامل يا قبلة من والدي يا بسمة... قد حاكاها عز يطير رافل يا موطني يا لهفة في أضلعي... إني إليك بعد ربي واسل لن أرتحل فالموت فيك بهجة... والروح مني في ثراك واسل