يشتكي الكثير من مستعملي الطريق السّيار (شرق-غرب)، خاصة في مقطعه الرابط بين زرالدة وبودواو، من انعدام محطات التزوّد بالوقود ومختلف الخدمات الضرورية الأخرى، وهو ما أثار استياءهم الشديد بالنظر إلى الكثافة المرورية التي يعرفها هذا الشطر الذي يربط بين منطقتي غرب وشرق العاصمة على مسافة حوالي 70 كلم. مطالبين الجهات المسؤولة بالإسراع في إقامة محطات متعددة الخدمات للحد من المعاناة اليومية لأصحاب المركبات. دعا العديد من مستخدمي هذا المقطع الهام من الطريق السيّار (شرق-غرب) في حديثهم ل"المساء"، إلى ضرورة تدخّل الجهات الرسمية المعنية العاجل لإقامة محطات متعددة الخدمات تضمن لأصحاب المركبات، لاسيما الذين يسيرون لمسافات طويلة، التزوّد بالوقود والاستفادة من العروض الخدماتية الأخرى كالفنادق والمطاعم ودورات المياه.. وغيرها، مؤكدين أن مثل هذه المشاريع الطرقية لابد أن تجهّز بمثل هذه المرافق الضرورية التي يحتاجها المتنقلون والمسافرون، باعتبارها تدخل في إطار توفير شروط راحة وطمأنينة السفر. وأكد بعض مستعملي هذا الطريق، أن سائقي السيارات والمركبات بمختلف أنواعها، يجدون صعوبة وحرجا شديدا في التوقف على مستوى هذا الشطر سواء للتزوّد بالوقود أو أخذ قسط من الراحة وتناول الغداء أو العشاء، لانعدام محطات وقود تضمن هذه الخدمات خاصة بالنسبة المتجهين إلى الولايات والمناطق البعيدة والنائية، موضحين أن العديد من المتنقلين يجدون أنفسهم مضطرين لأخذ احتياطهم بملء خزانات وقود سياراتهم قبل دخول هذا الشطر من الطريق، لتفادي مشكل النفاذ بسبب أي أمر اضطراري محتمل كحوادث المرور وما شابه، علما أن مثل هذه الظروف الاستثنائية كثيرا ما تؤدي إلى توقف حركة السّير، وهو ما سينعكس سلبا على بعض أصحاب المركبات الذين لا يملكون الوقود الكافي لمواصلة السّير. مع العلم أن السائق مضطر لقطع حوالي 70 كلم لبلوغ المحطة الأولى للوقود الكائنة بالرغاية. وأضافوا أن هذه الحالات تدخل الكثيرين في حالة من الحرج، مما يجعلهم يركنون مركباتهم على حواف الطريق في انتظار من يسعفهم بهذه المادة الطاقوية لمواصلة مسيرتهم. كما أضاف أحد سائقي سيارات الأجرى الذي يستعمل هذا الطريق بشكل يومي، أنه "لا يعقل أن تسير أكثر من 70 كلم لتتزوّد بالوقود، أو تأخذ قسطا من الراحة لارتشاف فنجان قهوة أو تناول الغداء أو قضاء الحاجة، خاصة أن هذا الشطر الهام من الطريق السيار (شرق-غرب) يعتبر الشريان الرئيسي الرابط بين شرق وغرب الجزائر العاصمة.."، مذكرا بأن الوضع لا يزال على حاله رغم الشكاوى المتعددة لمستعملي هذا المقطع، إلى جانب توقّّف مؤقت لبعض أشغال إنجاز محطات الوقود، وعدم الانطلاق أصلا في أشغال بعض المحطات المبرمجة، وهي الأمور التي زادت من معاناة السائقين الذين يتطلّعون إلى وضع حد لمعاناتهم اليومية من انعدام هذه المحطات التي تضمن الخدمات الضرورية. وأوضح أنه رغم إعلام الجهات الوصية من مؤسسة "نفطال" والوكالة الوطنية للطرق السريعة بحجم المعاناة التي يعيشها مستغلو هذا الطريق، إلا أن الوضع لا يزال قائما، في انتظار تسريع وتيرة أشغال الإنجاز الخاصة ببعض المحطات التي ستعمل على تدارك هذا الانشغال الكبير. ويذكر أن محطتين للوقود متعددتي الخدمات تمت برمجتهما عبر هذا المحور الطرقي من الطريق السيار (شرق-غرب) زرالدة-بودواو ذهابا وإيابا، حيث خصّصت مؤسسة "نفطال" الأرضيات الخاصة بإنجازهما، إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد في انتظار تسوية بعض الإجراءات القانونية المتعلقة بتسوية نزع الملكية، وقضايا تعويض المتضررين وملاك الأراضي، حيث سيتم الشروع في أشغالها فور الانتهاء من ذلك، حسب مصدر عليم من المؤسسة المذكورة.