صرح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد المالك بوضياف، خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى ولاية سطيف، أمس، بمناسبة اليوم العالمي للصحة، للوقوف على واقع القطاع، بأن وزارته تباشر فتح تحقيقات معمقة وحثيثة حول الأطباء العاملين بالقطاع العام، ممن يجبرون المرضى على التوجه إلى المصحات الخاصة للعلاج، ووعد باتخاذ إجراءات ردعية صارمة ضدهم للحد من هذه التلاعبات التي أصبحت تودي بحياة العديد منهم، آخرها بولاية برج بوعريريج، حيث توفيت إمرأة حامل لاسيما ما تعلق منها بالعمليات الجراحية والقيصرية. وحذر الوزير بأنه لن يتوانى في تطبيق القوانين بكل صرامة على هؤلاء الأطباء الذي وصفهم بعديمي الضمير المهني وأخلاق الطب، وأن الأبواب مفتوحة لمن أراد الرحيل من القطاع العام. وفي مستهل زيارته التي قادته إلى مركز مكافحة مرض السرطان بمنطقة الباز، أشرف الوزير على وضع حيز الخدمة جهازي السكانير و«الإي أر أم"، حيث أبدى امتعاضه الشديد من الطريقة المعمول بها في تسليم المواعيد للمرضى والتي لا تقل عن الشهرين في أسرع الآجال. وبرر الأطباء ذلك، بالعدد الهائل من المرضى الذي يستقطبهم المركز، خصوصا من ولايات الشرق الجزائري، هذه التبريرات لم تشفع لمسؤولي هذا المركز لإقناع الوزير الذي أكد بأن هناك ثلاثة مراكز أخرى بالشرق بكل من ولايات قسنطينة وعنابة وباتنة، مجهزة بأحدث الوسائل الطبية، بإمكانها تخفيف العبء عن مركز سطيف، كما طالب بتوجيه المرضى مستقبلا إلى المراكز القريبة من مقرات سكناتهم. وبعين المكان، ألح على ضرورة تسريع عملية فتح وحدة الجراحة بمركز السرطان لتكملة مهمة المركز وجعل سطيف قطبا صحيا بامتياز، وأبدى ارتياحه على وتيرة سير جل المشاريع الصحية بالولاية وكذا الاستراتيجية المنتهجة من طرف مسؤولي القطاع لتحسين وتقريب الصحة من المواطن، في الوقت الذي أعطى فيه مهلة ثلاثة أشهر لتغيير المحول والإسراع في الإعلان عن الصفقة الخاصة بتجهيز الوحدة. وفي محطته الثانية اطلع الوزير على المركز الكبير وهو المستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور، وزار عددا من المصالح الصحية والطبية. تشجيع جمعيات مرضى السكري لمحاربة الداء شجع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، الجمعيات الناشطة في مجال مساعدة مرضى السكري على المجهود الذي تبذله، ومساهمتها في مكافحة هذا الداء. وأكد الوزير بعد تدشينه مرحلة سطيف للقرية المتنقلة أمس "لنغيّر السكري" بساحة دار الثقافة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسكري، على الدور الذي تقوم به هذه الجمعيات، على غرار أضواء لبوقاعة ونجدة التي تؤدي دورا هاما عبر هذه الولاية في مجال التحسيس والمساعدة على التكفل بالمرضى. وزار السيد بوضياف مختلف خيم القرية المتنقلة، وتحادث مع المرضى الذين قدموا بغرض الكشف والعلاج، قبل أن يرأس بحضور السلطات المحلية، لقاء، قدّم خلاله المسؤولون المحليون عن قطاع الصحة وأطباء ممارسون، عروضا حول الوضعية المتعلقة بداء السكري بهذه الولاية. ويشارك في مبادرة "لنغيّر السكري" التي وصلت إلى مرحلتها السادسة عشرة، أطباء عامون وأخصائيون في علم النفس وآخرون في طب العيون وفي أمراض القلب وفي داء السكري، بالإضافة إلى أعوان شبه الطبي وآخرين بمخابر التحاليل. وخلال هذا اللقاء الذي أعقب زيارة إلى مختلف أجنحة القرية، ذكّر الوزير ببعض أهداف دائرته الوزارية، التي تسعى لبلوغها، خاصة في مجال إخراج العلاج المتخصص وتسيير الهياكل الاستشفائية العمومية للبلاد والأدوية. وأكد بشأن النقطة الأخيرة أن تدابير تم اتخاذها لتمكين الأدوية المنتجة محليا من أن تفرض نفسها ليس على الصعيد الوطني فحسب، بل على المستوى الدولي أيضا.