أشرف وزير العدل حافظ الأختام، السيد الطيب لوح، أمس، بوهران، على افتتاح المؤتمر ال27 لموثقي إفريقيا، بحضور شخصيات من مختلف دول العالم ممثلة لبلدانها في هذا المؤتمر الذي تحتضن فعالياته الجزائر للمرة الثانية. وخلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أكد السيد لوح على الدور الذي يلعبه الموثقون في إرساء دعائم الديمقراطية في البلدان التي ينتمون إليها وتأثير ذلك على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لما للتوثيق من دور حيوي في ترسيخ أسس الديمقراطية الفعلية المبنية على العدالة في مجال تحقيق التنمية المحلية والوطنية. كما أكد السيد لوح أن التراكمات التي أعقبت الحقبة الاستعمارية للدول الإفريقية وما خلقته من أوضاع اقتصادية متردية أدت في نهاية المطاف إلى أوضاع اقتصادية واجتماعية بالغة التعقيد والحساسية، وازدادت تفاقما مع التطورات الدولية الراهنة التي كانت وما زالت تحيد المجتمع الدولي عن أعرافه وتقاليده، وبالتالي عن البنود المشتركة في عهوده ومواثيقه، وهو الأمر الذي جعل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، يضيف وزير العدل حافظ الأختام، يبادر ضمن الاتحاد الإفريقي بالدعوة إلى خلق فضاء قاري للشراكة الاقتصادية بين دول وشعوب القارة السمراء، وهي الدعوة التي تم تبنيها سنة 2011 في لوزاكا خلال القمة الافريقية، من تحقيق التنمية والشاملة والحكم الراشد في القارة. وأضاف السيد الطيب لوح أن الجزائر التي حاربت الإرهاب لوحدها وتمكنت من استعادة أمنها واستقرارها عازمة على المضي في بناء الدولة الوطنية القوية بمؤسساتها على أسس دولة القانون الذي يعلو ولا يعلى عليه، وبالتالي السعي إلى مواجهة كافة التحديات في إطار القيم المتجذرة في الشعب الجزائري المحصن ضد كل الفتن المتعلقة بأمن واستقرار بلده. كما أكد وزير العدل حافظ الأختام أن الجزائر اعتمدت في محاربة الإرهاب على مقاربة أمنية ومقاربات قانونية وسياسية تكللت في أواخر 2005 بالمصالحة الوطنية ليتم من خلالها تحقيق العديد من الإنجازات من بينها عودة السلم والأمن والاستقرار. وهو الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسبة البطالة من 30 إلى 10 بالمائة ما بين1999 إلى 2013 من خلال العمل على تحرير قرار الدولة من القيود الاقتصادية والسياسية من خلال تسديد الديون الخارجية والعمل على إنجاز مرافق عمومية متطورة. كما تحدث لوح عن الإصلاحات الشاملة التي مست جميع القطاعات لتساير التطورات الدولية الجديدة، حيث استفاد قطاع العدالة من النصيب الأوفر من هذه الإصلاحات العميقة التي اهتمت كثيرا بالمورد البشري والعمل على تكييف التشريع الوطني مع مراعاة المعالم الأساسية التي تحكم أي تشريع وطني وتدعيم السلطة القانونية وتمكينها من لعب دورها في حماية الحقوق ومحاربة الجريمة بكل أشكالها. وفي هذا الإطار، أكد السيد الطيب لوح على الدور الذي يلعبه أعوان القضاء بمن فيهم الموثقون لما تحمله محرراتهم من طابع رسمي وما تكتسيه الوثائق من أهمية في مجال التنمية الاقتصادية. ومن هذا المنطلق، قال لوح إنه تم على مستوى وزارة العدل إنشاء خلية تفكير تضم ممثلين عن المنظمة الوطنية للموثقين وإطارات من وزارة المالية من أجل البحث في توظيف الشبكات الالكترونية للقطاعات المعنية وربطها بمكاتب التوثيق لدعم العمل بمختلف الهيئات المعنية، من أجل إرساء الشفافية في التعاملات وحماية الاقتصاد الوطني وبالتالي تسهيل عمل الموثق. وأضاف وزير العدل أن الإرهاب الأعمى الذي لا دين ولا وطن له هو مصدر كل أنواع الإجرام المؤثرة سلبا على النمو الاقتصادي والاجتماعي، موضحا أن هذا اللقاء الذي يتم على أرض الجزائر سيمكن المشاركين من الاستفادة من التجارب المشتركة لخدمة التنمية التي لن تتم إلا وفق التشريعات القانونية التي تسمح بذلك. وفي هذا الإطار، أبرز المتحدث دور العقد التوثيقي في تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال العمل على توفير المناخ الملائم للاستثمار وتشجيعه والسماح بتحرك رؤوس الأموال الذي يعمل على استقرار المبادلات الاقتصادية ومختلف التعاملات المالية والبنكية بما يضمن الحقوق والسلم الاجتماعي، كما اعتبر التوثيق مصدر موارد إضافية لخزينة الدولة في مختلف الظروف لا سيما الظروف الحالية المتسمة بالصعوبة في تحصيل المداخيل المالية، ليبرز في آخر الأمر أن المؤتمر الإفريقي سيكون مناسبة لتكريس المواد القانونية والعمل على تجسيدها على أرض الواقع، من خلال إثراء النقاش والاستفادة من مختلف التجارب من خلال مختلف الورشات المنصبة لهذا الغرض في إطار تجسيد النقاش العلمي للرقي بالتوثيق الإفريقي. أما رئيس لجنة الشؤون الإفريقية، السيد محمد تشاسونا طراوري، فركز في مداخلته على المكانة التي يحتلها التوثيق الجزائري في القارة الإفريقية، مؤكدا أن وجود الأفارقة في وهران هو من أجل اكتساب الخبرة من نظرائهم الذين لديهم الكثير من الأشياء التي يمكن للفارقة أن يستفيدوا منها لتحقيق التنمية والتقدم في الاقتصادي الذي يقضي على التبعية والبطالة ويمكن المواطن الإفريقي من تحقيق الازدهار المنشود من طرف الجميع من قادة وشعوب القارة. من جهته، نوه رئيس الاتحاد الدولي للتوثيق، السيد دانيال سيدار سنغور، بدور الجزائر في مجال التوثيق، مشيرا إلى وجود ما لا يقل عن 70 موثقا خلال الفترة الاستعمارية دون أن يكون لهم غرفة توثيق وهو ما يؤكد الصلة المتينة للتوثيق بالعنصر البشري الجزائري الذي يعتبر، حسبه، أساس التوثيق وهو الأمر الذي يعتبره الأفارقة بمثابة المفخرة. يذكر أن وزير العدل حافظ الأختام، السيد الطيب لوح، اغتنم فرصة وجوده بولاية هران ليطلع على نسبة تقدم أشغال مجلس قضاء وهران الذي انطلقت الأشغال به خلال شهر سبتمبر 2011 بغلاف مالي قدره 150 مليار سنتيم، ثم توقفت لأسباب تقنية واستؤنفت الأشغال به منذ أزيد من شهرين بعد إعادة النظر في الغلاف المالي المخصص له والذي أصبح الآن 270 مليار، علما أنه يتربع على مساحة إجمالية تقدر ب235 ألف متر مربع ويحتوى على خمس قاعات للجلسات وقاعة محاضرات 208 مكتب وقاعة أرشيف وقاعة شرفية ومكتبة وقاعة اجتماعات. كما أشرف السيد لوح على تدشين المقر الجديد للغرفة الجهوية لموثقي الغرب، وأشرف قبلها على التوقيع على مشروع بروتوكول اتفاق تعاون بين الغرفة الوطنية للموثقين والمجلس الوطني لهيئة التوثيق بلبنان.