صار الهم الاقتصادي هو الشغل الشاغل لأرباب الأسر في اليمن في ظل ارتفاعات متتالية لأسعار السلع والمواد الغذائية التي اشتعلت أسعارها مع قدوم شهر رمضان المبارك، حيث أفقدت موجة الغلاء المتصاعدة معظم الأسر اليمنية بهجتها بقدوم الشهر الكريم، وأثارت قلقا بالغا لدى محدودي الدخل. وقد شهدت أسواق التمور والمكسرات تراجعا كبيرا في إقبال المواطنين عليها مقارنة بالسنوات الماضية. فخلال الأيام الأولى من شهر رمضان برزت أزمة انعدام مواد الغاز والديزل، وأرقت هذه الأزمة حياة اليمنيين الذين اضطروا لشراء هذه المواد بأسعار باهضة من سماسرة التجار، ولوحظ إحجام الفقراء ومحدودي الدخل عن زيارة أسواق اللحوم التي صارت حكرا على الأغنياء فقط. إلى جانب الارتفاعات الجنونية للأسعار، كما يشكو اليمنيون من احتكار بعض التجار للمستلزمات الرمضانية وإغراق الأسواق ببعض السلع الرديئة والتي قاربت مدة صلاحيتها على الانتهاء وذلك في محاولة لبيعها للمستهلكين. كما امتزجت السلع المحلية والاجنبية بأنواعها المقلدة والأصلية والمهربة في الاسواق اليمنية قبيل حلول رمضان الذي يرى فيه الكثير من التجار موسما مناسبا لتصريف البضائع المكدسة في المخازن والتي يرفض المستهلك الإقبال عليها طوال العام. ويتخوف المستهلك هنا من المواد الغذائية التالفة، حيث أتلفت السلطات اليمنية مؤخرا أطنانا عديدة من المواد المهربة والتالفة التي تسربت إلى الأسواق. وفي معظم المدن اليمنية جمعيات خيرية تتبنى مشروع إفطار الصائم، حيث تجهز وجبات الإفطار في بعض حارات وشوارع المدن ويرتاد مقر هذه الجمعيات العديد من الفقراء فيما لاتزال مهام هذه الجمعيات محصورة على المدن الرئيسية فقط. ومما ضاعف من معاناة الأسر اليمنية تزامن دخول شهر رمضان مع بداية العام الدراسي الجديد مما زاد من الأعباء والمتطلبات على كواهل أرباب الأسر المرهقة أصلا. وفي اليمن تعقد مجالس بعد صلاة التراويح تشبه المنتديات لمناقشة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وتنشط هذه المجالس حتى الساعة التي تسبق موعد السحور. ولم يفقد اليمني عاداته الرمضانية، حيث يحرص المواطن في مدينة عدن- جنوب اليمن- على ترميم وصيانة منزله وتنظيفه وتنظيمه بما يتلاءم مع الجو الروحاني والديني الخاص بهذا الشهر الكريم.