تطبع موائد الرحمان الضخمة التي تنصب في الساحات وأمام المساجد الجو العام لرمضان بمصر، حيث تستقطب يوميا المئات من الصائمين الفقراء منهم ومن بعض الأثرياء ممن يريدون اكتشاف الروح الاجتماعية لمائدة الرحمان التي يعكف على تحضيرها رجال السياسة والمال، وقد التحق بالركب الفنانون والراقصات في السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الجدل والرفض وحتى السخرية. وتعرف محلات بيع المكسرات والحلويات والفواكه إقبالا كبيرا من الصائمين، كما يحتل »قمر الدين« قائمة المشتريات الرمضانية لخصائصه الصحية، في حين تحتل »الكنافة« و»البسبوسة« الصدارة في الحلويات التي تباع في صينيات جاهزة بمقاسات مختلفة حسب طلب الزبون. وغالبا ما تفضل العائلة المصرية شوربة الفراخ على طاولة الإفطار، إلى جانب العديد من الأطباق الشعبية كالكباب المحشي، وتصاحب حلوى أم علي جلسات السهرة. ومن الظواهر والملامح الأساسية امتلاء المساجد بالمصلين وخصوصا في صلاة التراويح والأيام العشر الأواخر وليلة ختم القرآن. وتتزين الأحياء المصرية بأوراق ملونة تربط بين الأحياء ومصابيح مختلفة الألوان تزيد المكان جمالا، إلى جانب تزيين كل بيت بمصباح كبير وهو ما يطلق عليه اسم الفانوس، كما يحمل الأطفال أيضا فوانيسهم الصغيرة التي تطلق الألحان والأغاني، وعند السحور يمر المسحراتي ضاربا على طبله قائلا »اصحى يا نايم وحده الدايم« وغالبا ما يتناول المصريون »الفول« وقت الصحور لما له من خاصية عدم الشعور بالجوع في اليوم الموالي وتحرص بعض المحلات على بيعه جاهزا وتضاف إليه ملاعق من زيت الزيتون. وتحتضن حديقة الأزهر هذه السنة برنامجا »حيا« الذي يحييه دراويش القاهرة وكذلك السيرك الشعبي. وتعرف الفنادق الفخمة احتضان سهرات رمضانية في خيماتها من إمضاء النجوم العرب بأسعار باهضة جدا.